نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 266
مسجدا جامعا ، ومعبدا لله تعالى ، تتوالى فيه الخطب والأعياد والجمع والصلوات ، وتتلى فيه الآيات ، وأذن للمسلمين بالصلاة والاعتكاف فيه . ومكنهم من التردد والعبادة في جوانبه ونواحيه . وأما الميضأة المذكورة فيه : فإنها من جملة منافعه ومصالحه ، مسبلة للاستنجاء والتطهر والوضوء للمسلمين المصلين بالجامع المشار إليه وغيرهم . وأما باقي الموقوف المحدود الموصوف بأعاليه : فإن الواقف وقف ذلك على مصالح المسجد الجامع المشار إليه . وجعله مصرفا فيه وعليه ، من عمارة وفرش وتنوير وآلات ، ومعلوم للمرتبين به ، وغير ذلك مما لا بد له منه ، ولا غنى له عنه ، حسبما يأتي ذكره فيه مبينا ، وشرحه مفصلا معينا . على أن المتكلم في هذا الوقف والناظر عليه ، والمسند أمره إليه ، وما يتعلق به : يبدأ من ارتفاعه بعمارته وتثميره ، وإصلاحه وتكثيره ، وما فيه الزيادة لمنافعه وأجوره ، على جري العادة في مثله . ومستقر القاعدة في نظيره وشكله ، بحيث لا يفرط ولا يفرط ، ولا يخرج في سلوكه عن المسلك المتوسط ، ولا يهمل حقا معينا ، ولا يغفل عن أمر يكون صلاحه بينا ، ولا يحصل درهما إلى من حله ، ولا يؤخره عن وقت وجوبه ومحله ، ليكون هذا الوقف مقبولا مبرورا ، وليبقى بالتقوى مغمورا ، ويحسن التصرف معمورا . ومهما فضل بعد ذلك يصرف منه ما تدعو الحاجة إليه ، من ثمن حصر وبسط ، وزيت ومصابيح وآلات ، وما لا بد منه . ويصرف في كل شهر من شهور الأهلة كذا وكذا إلى رجل من أهل العلم الشريف والقرآن العظيم ، شافعي المذهب ، أو حنفي يرتب خطيبا بالجامع المشار إليه ، على أن يخطب للناس في كل جمعة على منبره المستقر به ، ثم يصلي بهم في كل سنة صلاتي العيدين ، الفطر والأضحى ، ويخطب بعد الصلاتين المذكورتين على العادة ، ويدعو عقب كل صلاة للواقف والمسلمين ، ملازما وظيفته على عادة أمثاله . ويصرف منه في كل شهر كذا إلى رجل حافظ لكتاب الله العزيز ، جيد الحفظ ، جيد القراءة ، صحيح الأداء ، حسن الصوت . ويرتب إماما راتبا ، ليقوم بوظيفة الإمامة في الصلوات الخمس المفروضات بالمحراب المشار إليه ، وبصلاة التراويح في شهر رمضان من كل سنة ، وصلاة خسوف القمر ، وكسوف الشمس ، وصلاة الاستسقاء عند وجود السبب الموجب لذلك . ويدعو عقيب كل صلاة للواقف والمسلمين ، ملازما وظيفته على عادة أمثاله . ويصرف منه في كل شهر كذا إلى رجل من أهل الخير والدين والصلاح ، حافظ لكتاب الله العزيز ، حسن الصوت ، يرتب قارئا بالجامع المشار إليه ، على أنه يحضر في كل يوم في الوقت الفلاني ، أو في كل يوم جمعة قبل الصلاة ، ويقرأ على الكرسي
266
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 266