نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 193
هلك المال ضمناه . فلم لا يكون ربحه لنا ؟ فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، لو جعلته قراضا ؟ فقال : قد جعلته قراضا . فأخذ منها رأس المال ونصف الربح فدل على أن القراض كان مستقيضا في الصحابة . فإن قيل : إذا تسلفا المال من أبي موسى . فكيف يحتجون بذلك على القراض ؟ قلنا : موضع الحجة منه : قول الرجل لعمر رضي الله عنه لو جعلته قراضا ولم ينكر عليه عمر ، ولا غيره القراض . فإن قيل : إذا كانا قد تسلفا ذلك من أبي موسى ، وابتاعا به متاعا . فقد ملكا المال وربحه . فكيف ساغ لعمر أن يجعله قراضا ، ويأخذ منهما نصف الربح ؟ فتأول أصحابنا ذلك ثلاث تأويلات . أحدها - وهو تأويل أبي العباس - أن أبا موسى كان قد اجتمع عنده مال لبيت المال ، وأراد أن ينفذه إلى المدينة . فخاف عليه غرر الطريق ، فأقرضهما ذلك المال ، ليكون في ذمتهما أحظ لبيت المال . وقد ملكا المال وربحه ، إلا أن عمر أراد أن ينفع المسلمين ، فاستدعاهما واستطاب أنفسهما عن نصف الربح ، وللعامل أن يفعل كما فعل أبو موسى إذا خاف على المال . ومن أصحابنا من قال : كان الطريق آمنا ، وإنما أقرضهما أبو موسى ليتقرب بذلك إلى قلب أبيهما عمر : فلما تصرفا في المال وربحا كان الربح ملكا للمسلمين . واستحقا أجرة المثل . وبلغت أجرتهما نصف الربح . ولهذا روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : كأني بأبي موسى ، وهو يقول ، ائتيا أمير المؤمنين . وقال أبو إسحاق : كان أبو موسى أقرضهما ذلك المال ثم قارضهما بعد ذلك . ، فخلطا الربح الذي حصل منه . فاستطاب عمر أنفسهما عن نصف الربح . والأول : أصح ، لان الدراهم والدنانير لا تجوز إجارتهما للتجارة . فجوز عقد القراض عليها كالنخل لما لم تجز إجارته ليستغل جاز عقد المساقاة عليها . والأرض لما جازت إجارتها لتستغل لم يجز عقد المخابرة عليها . واحتجوا لهذا العقد بإجماع الصحابة رضي الله عنهم . وبالقياس على المساقاة . ويشترط في المال المدفوع : أن يكون نقدا ، وهو الدراهم والدنانير المضروبة ، فلا تجوز على التبر والحلي ، والمغشوش والعروض ، وأن يكون قدرا معلوما . فلا يجوز على دراهم مجهولة القدر ، وأن يكون المال عينا حاضرة . فلا يجوز أن يقارضه على دين له في ذمة الغير . ولا يجوز أن يقارض صاحب الدين المديون بما له في ذمته من الدين ، وأن يكون مال القراض مسلما إلى العامل ، فلا يجوز أن يشترط كون المال عند المالك ،
193
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 193