" إن صاحبكم تغسله الملائكة ، فاسألوا صاحبته " ، فقالت : خرج وهو جنب لما سمع الهائعة [1] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لذلك غسلته الملائكة " . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " والحاكم ( 3 / 204 ) والبيهقي ( 4 / 15 ) بإسناد جيد كما قال النووي في موضع من " المجموع " ( 5 / 260 ) ثم نسي ذلك فقال بعد ( 5 / 263 ) : " وذكرنا أنه حديث ضعيف " ! فجل من لا ينسى ، وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ! وأقره الذهبي ! الخامس : عن ابن عباس قال : " أصيب حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب ، وهما جنب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت الملائكة تغسلهما " . رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 1489 ) وإسناده حسن ، كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 23 ) ، ورواه الحاكم ( 3 / 195 ) دون ذكر حنظلة ، وقال : " صحيح الاسناد " وتعقبه الذهبي فأصاب ، لكن له شاهد مرسل قوي أخرجه ابن سعد ( ج 3 ق 1 ص 9 ) عن الحسن البصري مرفوعا مثله . قلت : وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات ، وفيه رد على الحافظ ، فإنه وصف حديث ابن عباس بالغرابة ، لأنه ذكر فيه حمزة مع أنه قال في سنده : إنه لا بأس به ، كما حكاه الشوكاني عنه ( 4 / 26 ) ، فالظاهر أن الحافظ رحمه الله لم يقف على هذا الشاهد [2] .
[1] هي الصوت الذي تفزع عنه ، وتخاف منه . " نهاية " . [2] واعلم أن وجه دلالة الحديث على عدم مشروعية غسل الشهيد الجنب ، هو ما ذكره الشافعية وغيرهم أنه لو كان واجبا لما سقط بغسل الملائكة ، ولامر النبي صلى الله عليه وسلم بغسله ، لان المقصود منه تعبد الادمي به ، انظر " المجموع "