نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 198
غير هذا ، وهو مما لا أعرفه . فالحق أن الحديث لو ثبت سنده لكان دليلا واضحا على أن المار بالقبور يستقبلها بوجهه حين السلام عليها والدعاء لها ، كيفما كان الاستقبال ، وحسبما يتفق دون قصد لوجوه الموتى ، أما والسند ضعيف كما سبق بيانه فلا يصلح للاستدلال به أصلا . ولا ينافي ما تقدم عن الامام مالك من عدم مشروعية استقبال الحجرة عند الدعاء الحكاية التي جاء فيها أن مالكا لما سأله المنصور العباسي عن استقبال الحجرة ، أمره بذلك ، وقال : هو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ، لأنها حكاية باطلة ، مكذوبة على مالك ، وليس لها إسناد معروف ، ثم هي خلاف الثابت المنقول عنه بأسانيد الثقات في كتب أصحابه كما ذكره إسماعيل في إسحاق القاضي وغيره . ومثلها ما ذكروا عنه أنه سئل عن أقوام يطيلون القيام مستقبلي الحجرة يدعون لأنفسهم فأنكر مالك ذلك ، وذكر أنه فمن البدع التي لم يفعلها الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وقال ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ) [1] 125 - وإذا زار قبر الكافر فلا يسلم عليه ، ولا يدعو له ، بل يبشره بالنار ، كذلك أمر رسول الله ( ص ) في حديث سعد بن أبي وقاص قال : ( جاء أعرابي إلى النبي ( ص ) فقال : إن أبي كان يصل الرحم ، وكان ، وكان ، فأين هو ؟ قال : في النار ، فكأن الاعرابي وجد من ذلك ، فقال : يا رسول الله ! فأين أبوك ؟ قال : ( حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار ) . قال : فأسلم الاعرابي بعد ، فقال : لقد كلفني رسول الله ( ص ) تعبا ! ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار ) . أخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ) ( 1 / 191 / 1 ) وابن السني في ( عمل اليوم والليلة )
[1] انظر ( قاعدة جليلة ) لابن تيمية ( ص 53 - 62 ) .
198
نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 198