نام کتاب : نضد القواعد الفقهية نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 190
الثامن - له أيضا أن لفظه " خير " ليست التي بمعنى أفعل التفضيل ، بل التي هي موضوعة لما فيه منفعة ، ويكون معنى الكلام أن نية المؤمن من جملة الخير من أعماله ، حتى لا يقدر مقدر أن النية لا يدخلها الخير والشر كما يدخل ذلك في الأعمال . وحكي عن بعض الوزراء استحسانه ، لأنه لا يرد عليه شئ من الاعتراضات . التاسع - له أيضا أن لفظة افعل التفضيل قد تكون مجردة عن الترجيح ، كما في قوله تعالى " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " [1] وقول المتنبي : أبعد بعدت بياضا لا بياض له * لانت أسود في عيني من الظلم قال ابن جني : أراد انك أسود من جملة الظلم كما يقال : حر من أحرار ولئيم من لئام ، فيكون الكلام قد تم عند قوله " لانت أسود " ، ومثله قول الاخر : وأبيض من ماء الحديد كأنه * شهاب بدا والليل داج عساكره كأنه يقول : وأبيض كائن من ماء الحديد . وقول الاخر : يا ليتني مثلك في البياض * أبيض من أخت بنى اباض أي ابيض من جملة أخت بني اباض ومن عشيرتها . فان قلت : فقضية هذا الكلام أن يكون في قوة قوله : النية من جملة عمله ، والنية من أفعال القلوب فكيف يكون عملا ، لأنه يختص بالعلاج . قلت : جاز أن يسمى عملا كما جاز أن يسمى فعلا ، أو يكون اطلاق العمل عليه مجازا .