نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي جلد : 1 صفحه : 23
يستحسن ألا يصطلح بلفظ واحد لتأديه معان علمية مختلفة ، ولكن يلاحظ ان الفقهاء المسلمين لم يتقيدوا بهذا الشرط كثيرا " ، إذ نراهم - كما سيأتي معنا في هذا المعجم - قد يطلقون لفظا " واحدا " على معاني اصطلاحية متعددة . ه - يستحسن ألا يصطلح بألفاظ مختلفة للمعنى العلمي الواحد ، وهذا أيضا لا يتقيد به الفقهاء المسلمون كثيرا " ، بل هم أكثر تحللا منه عندما تخرج عن دائرة المذهب الفقهي الواحد إلى دائرة المذاهب المتعددة ، فشركة المضاربة يطلق عليها بعض المذاهب لفظ " مضاربة " بينما يطلق عليها بعض المذاهب الأخرى " قراضا " . و - يفضل اللفظ - المصطلح - العربي على غيره ما أمكن إليه سبيلا . ز - يستحسن تجنب الألفاظ التي ينفر الطبع منها إما لثقلها على اللسان أو لفحش دلالتها . ح - يستحسن تجنب النحت ما أمكن . - 5 - وإذا ما تم نقل اللفظ - أعني المصطلح - من المعنى الأصلي إلى المعنى الاصطلاحي ، فان ذلك لا يعني فقدان دلالته على المعنى الأصلي ، بل يصبح اللفظ ذا دلالتين الأولى أصلية . لغوية ، والثانية اصطلاحية . والسؤال الآن : هل يصبح اللفظ بذلك من قبيل المشترك ؟ أم ان دلالته على المعنى الأصلي هي دلالة حقيقية ، ودلالته على المعنى الجديد هي دلالة مجازية ؟ لقد أطال العلماء البحث في ذلك ، وكثر بينهم الجدال مما يخرجنا الخوض فيه عما قصدناه من هذه المقدمة ، ولكن الذي نطمئن إليه : ان المشترك لا بد من أن يعبر اللفظ الواحد فيه عن دلالتين متباينتين كل التباين ، دون أن يكون بينهما أي اشتراك [1] كالعين مثلا ، انها من المشترك ، لأنها تدل على العين الباصرة ، وتدل على العين الجارية ، وتدل على الذهب ، وتدل على أشياء أخرى ، ولو ذهبنا نبحث عن نقطة لقاء بين هذه الدلالات كلها لرجعنا بخفي حنين . وإن المجاز لا بد من أن يعبر اللفظ فيه عن دلالتين يوجد بينهما اشتراك [2] ، وقد
[1] السيوطي ، المزهر 1 / 369 . [2] انظر محمد الأنطاكي / الوجيز في فقه اللغة ص 390 ، مكتبة الشهباء ، حلب 1969 م .
23
نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي جلد : 1 صفحه : 23