responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي    جلد : 1  صفحه : 18


- 2 - ليس معنى هذا أن المتأخرين يخترعون الألفاظ ، أو يخلقون لغة من العدم ، فالمادة الأولية للغة ثابتة ، ولكن اشكالها متجددة ، وأي باحث يدرك بأدنى تأمل أن الاشكال اللغوية لا تثبت على حال ، فهناك صيغ تولد لم يكن الناس يعرفونها من ذي قبل - كما ولدت كلمات سوكرة ، وتأمين ، وتأميم . . . وغيرها - فتشيع وتنتشر وتأخذ مكانها في الاستعمال إلى أمد ثم لا يلبث بعضها أن يذبل ، أو يموت لتخلف مكانها كلمة أخرى ، كما كانت كلمة " النشيطة " وحل محلها كلمة " صفي " أو تموت لا إلى خلف كما ماتت كلمات : المرباع ، والمكس ، والإتاوة ، والحلوان بمعنى الاجر . . . وغيرها من مئات الكلمات [1] .
ولكن السؤال الآن : ما الذي يدعو إلى مثل هذا التطور في عناصر اللغة ومدلولات ألفاظها ؟
- 3 - لن نفصل القول في الأسباب التي تدعو إلى ولادة بعض الألفاظ في اللغة ، لان تفصيل القول يخرجنا عما نحن فيه من هذا المدخل في ( لغة الفقهاء ) بين يدي معجمنا هذا الذي يختص بسبب معين لبيان التطور الدلالي الذي لحق ( العربية ) في أصواتها ومفرداتها وأساليب دلالاتها ، فاللغة مرآة تنعكس عليها حضارة الأمة ، ونظمها ، وعقائدها ، واتجاهاتها العقلية .
ونرى أن أهم عامل أدى إلى طروء مثل هذا التبدل في ( العربية ) كان انتقال العرب من خشونة البداوة إلى لين الحضارة .
فبعد الفتوحات الاسلامية دعت مرافق العمران من زراعة وصناعة وتجارة وملاحة وحياكة وطراز وهندسة وبناء . . . وما أشبه ذلك من الحرف والفنون إلى الاخذ عن الأمم الأخرى عادات ومصطلحات ومسميات جديدة في المأكل والمشرب والملبس والفرش والزينة والحلي والأواني والأدوات والأسلحة والأجهزة والطب والصيدلة ، ولما لم يعهد العرب التعبير عن هذه المستحدثات في حياتهم الأولى ، فقد أخذوا في نقل قسم من ألفاظها الأعجمية بعد تعريبها والتصرف بها ، كما لجأوا إلى الاشتقاق والتوسع في الكناية والمجاز أيضا " ، وهكذا تولدت ألفاظ جديدة



[1] انظر السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت 911 ه‌ ) المزهر في علوم اللغة وأنواعها 2 / 296 ط دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة . تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرون .

18

نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست