نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي جلد : 1 صفحه : 15
مدخل في ( لغة الفقهاء ) يكاد يتفق علماء اللغة على أن معرفة نشأة اللغة العربية وتطورها التاريخي قبل الاسلام من المسائل الشائكة التي تتسع فيها الآراء ويقبل فيها اختلاف وجهات النظر ، وذلك العدة أسباب منها ، أن اللهجات العربية القديمة المروية في الكتب العربية لا توجد آثارها جلية واضحة في الشعر الجاهلي ، كما أننا نفتقر إلى نصوص مكتوبة أو آثار نستطيع أن نحدد على ضوئها تاريخ العربية قبل الاسلام . لذلك نقول : إن اللغة التي نستخدمها اليوم في الكتابة والتأليف والأدب ، هي اللغة التي وصلتنا عن طريق الشعر الجاهلي والقرآن الكريم والسنة النبوية . لقد ضمن القرآن لهذه اللغة الخلود ، وقد ساعدت تلاوة القرآن الكريم على ثبات تلك اللغة ولا سيما في جانبها الصوتي ، وهو أكثر جوانب اللغة تعرضا " للتغيير والانحراف والتشويه ، فضلا على أن الأسلوب القرآني ظل المقياس الأمثل لرقي أساليب الكتاب والشعراء ، حتى أن مكانة أي كاتب أو شاعر تقاس دائما بمقدار ما يقترب من مثالية الأسلوب القرآني ، أو يبتعد عنه . إلا أن هذا الذي قررناه حول ثبات اللغة العربية وخلودها لم يمنع من حدوث بعض التطورات في الأداء الصوتي من جانب ، وفي المفردات والتراكيب الجانب الآخر ، وهذا من طبائع الأشياء . وحسبنا أن نقرأ نصا قديما " ، ثم نقارنه بنص لكتاب معاصر حتى نلمس الفرق بين النصين ، ولا بأس أن يكون هذا النص مما نحن بصدد الكتابة فيه : هذا البيضاوي ( ت 685 ه ) يكتب مفسرا [1] قوله تعالى : * ( وعلم آدم الأسماء كلها ، ثم
[1] البيضاوي ، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر ( ت 685 ه ) / أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي ص 24 . مصور عن طبعة استنابول ، المطبعة العثمانية ، 1305 ه .
15
نام کتاب : معجم لغة الفقهاء نویسنده : محمد قلعجي جلد : 1 صفحه : 15