بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد خاتم النبيّين وعلى آله الطيّبين الطاهرين .
وبعد انّ الكتاب الذي يتعذّر فهم مضمونه للقرّاء لا بدّ من تبسيطه أو توضيح الغامض من مفرداته ومصطلحاته رجاء تحقيق الفهم المطلوب للمضمون .
وقد تقتضي مناهج البحث والتأليف في حقول الاختصاصات العلميّة المتنوّعة اعتماد أسلوب ومصطلحات لا بدّ منها بحكم الاختصاص المحض الذي يمتاز بمفرداته ومصطلحاته المقتصرة عليه دون سواه من العلوم الأخرى وذلك ما تراه في كلّ اختصاص قديم أو حديث .
ويمكن لكلّ علم من العلوم أن يستعمل ما يشاء طالما كانت الأدوات المستعملة متّفقا عليها لدى سائر العلماء بهذا الحقل ، ويبقى هذا الاستعمال دون حاجة إلى التفكير بتغييره أو تقريبه للأذهان طالما هو مفهوم مسلَّم به ، بيدَ أنّ ثمَّة اختصاصا علميّا لا يقتصر على أهله من العلماء فحسب بل يخرج إلى حيّز الاهتمام العام لدى الناس من أبناء الأُمّة ، رغم كونه علما له رجاله الضالعون فيه ورغم عمقِه ودقّتِه المتناهية فهو موضع اهتمام عموم أفراد المجتمع ، بل عليهم - بحكم التكليف - أن يفهموا ذلك ببصيرة ووضوح ، ذلك

5