responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 92


هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم فمن احتج بالقدر على ترك المأمور ، وجزع من حصول ما يكرهه من المقدور ، فقد عكس الإيمان والدين ، وصار من حزب الملحدين المنافقين ، وهذا حال المحتجين بالقدر فإن أحدهم إذا أصابته مصيبة عظم جزعه وقل صبره فلا ينظر إلى القدر ولا يسلم له ، وإذا أذنب ذنباً أخذ يحتج بالقدر فلا يفعل المأمور ، ولا يترك المحظور ، ولا يصبر على المقدور ، ويدعي مع هذا أنه من كبار أولياء الله المتقين ، وأئمة المحققين الموجودين ، وإنما هو من أعداء الله الملحدين ، وحزب الشيطان اللعين ، وهذا الطريق إنما يسلكه أبعد الناس عن الخير والدين والإيمان ، تجد أحدهم أخير الناس إذا قدر ، وأعظمهم ظلماً وعدواناً ، وأذل الناس إذا قهر ، وأعظم جزعاً ووهناً ، كما جربه الناس من الأحزاب البعيدين عن الإيمان بالكتاب والمقابلة من أصناف الناس ، والمؤمن إن قدر عدل وأحسن ، وإن قهر وغلب صبر واحتسب ، كما قال كعب بن زهير في قصيدته التي أنشدها للنبي صلى الله عليه وسلم التي أولها : بانت سعاد الخ . . ، في صفة المؤمنين :
< شعر > ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم . . . يوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلوا < / شعر > وسئل بعض العرب عن شيء من أمور النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : رأيته يغلب فلا يبطر ، ويغلب فلا يضجر ، وقد قال تعالى : " قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا ، إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " وقال تعالى : " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً " وقال تعالى : " إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين " وقال تعالى : " وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور " فذكر الصبر

92

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست