نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 9
وخصوصاً فقال تعالى : " واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين " وفي إتباع ما أحوي إليه التقوى كلها تصديقاً لخبر الله وطاعة لأمره ، وقال تعالى : " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ، إن الحسنات يذهبن السيئات ، ذلك ذكرى للذاكرين ، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " . وقال تعالى : " فاصبر إن وعد الله حق ، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار " . وقال تعالى : " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل " . وقال تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " . وقال تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " . فهذه مواضع قرن فيها الصلاة والصبر وقرن بين الرحمة والصبر في مثل قوله تعالى : " وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة " وفي الرحمة الإحسان إلى الخلق بالزكاة وغيرها فإن القسمة أيضاً رباعية إذ من الناس من يصبر ولا يرحم كأهل القوة والقسوة ، ومنهم من يرحم ولا يصبر كأهل الضعف واللين مثل كثير من النساء ومن يشبههن ، ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع ، والمحمود هو الذي يصبر ويرحم كما قال الفقهاء في صفة المتولي : ينبغي أن يكون قوياً من غير عنف ، ليناً من غير ضعف ، فبصبره يقوى وبلينه يرحم ، وبالصبر ينصر العبد فإن النصر مع الصبر وبالرحمة يرحمه الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما يرحم الله من عباده الرحماء " وقال : " من لم يَرحم لا يُرحم " وقال : " لا تنزع الرحمة إلا من شقي ، الراحمون يرحمهم الرحمان ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " والله أعلم . انتهى .
9
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 9