responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 56


وحده لا شريك له ، وأن لا يجعلوا مع الله إلها آخر ، والإله من يألهه القلب عبادة واستعانة وإجلالاً وإكراماً وخوفاً ورجاءً كما هو حال المشركين في آلهتهم ، وإن اعتقد المشرك أن ما يألهه مخلوق مصنوع كما كان المشركون يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين الخزاعي : " يا حصين كم تعبد " قال : أعبد سبعة آلهة ، ستة في الأرض وواحد في السماء ، قال : " فمن ذا الذي تعبده لرغبتك ورهبتك " قال : الذي في السماء ، قال : " يا حصين فأسلم حتى أعلمك كلمات ينفعك الله بهن " فلما أسلم قال : " قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي " .
فصل : وأما من زعم أن الملائكة والأنبياء تحضر سماع المكاء والتصدية [1] ، محبة له ورغبة فيه فهو كاذب مفتر ، بل إنما تحضره الشياطين وهي تنزل عليهم وتنفخ فيهم كما روى الطبراني وغيره عن ابن عباس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان قال : يا رب اجعل لي بيتاً ، قال : بيتك الحمام ، قال : اجعل لي قرآناً ، قال : قرآنك الشعر ، قال : اجعل لي مؤذناً ، قال : مؤذنك المزمار " وقد قال تعالى في كتابه مخاطباً للشيطان : " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " وقد فسر ذلك طائفة من السلف بصوت الغناء وهو شامل له ولغيره من الأصوات المستفزة لأصحابها عن سبيل الله .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت لهو ولعب ومزامير الشيطان ، وصوت لطم خدود وشق جيوب ودعاء بدعوى الجاهلية ذات المكاء والتصدية " .
وكيف يذر الشيطان [2] عليهم حتى يتواجدوا الوجد الشيطاني حتى إن بعضهم صار يرقص فوق رؤوس الحاضرين . ورأى بعض المشايخ المكاشفين أن شيطانه قد حمله حتى رقص به فلما صرخ قال : هرب شيطانه وسقط ذلك الرجل .
وهذه الأمور لها أسرار وحقائق لا يشهدها إلا أهل البصائر الإيمانية والمشاهد



[1] المكاء بالضم هو صفير الطائر والتصدية الصوت الذي يجري مجرى الصدى وما يرجع عن غيره بالانعكاس وفسر بالتصفيق قال تعالى في الجاهلية ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية )
[2] كذا في الأصل

56

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست