responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 54


سواء كان نذر زيت أو شمع أو غير ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله زوار القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " [1] وقال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما فعلوا [2] ، وقال : " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " [3] ، وقال : " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد من بعدي " [4] .
وقد اتفق أئمة الدين على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ، ولا أن تعلق عليها الستور ، ولا أن ينذر لها النذور ، ولا أن يوضع عندها الذهب والفضة ، بل حكم هذه الأموال أن تصرف في مصالح المسلمين إذا لم يكن لها مستحق معين ، ويجب هدم كل مسجد بني على قبر كائناً من كان الميت فإن ذلك من أكبر أسباب عبادة الأوثان كما قال تعالى : " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً " .
وقال طائفة من السلف : هذه أسماء قوم صالحين لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم عبدوهم ، ومن نذر لها نذراً لم يجز له الوفاء لما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه " وعليه كفارة يمين [5] ولما روي عنه أنه قال : " لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين " [6] .
ومن العلماء من لا يوجب عليه الاستغفار والتوبة ، ومن الحسن أن يصرف ما نذره في نظير من المشروع مثل أن يصرف الدهن إلى تنوير المساجد والنفقة



[1] رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم من حديث ابن عباس بلفظ زائرات وسنده صحيح ، و " لعن الله زوارات القبور " حديث صحيح أيضا
[2] رواه الشيخان وغيرهما عن عائشة وفي بعض الروايات تعليل آخر لهذا اللعن غير تحذير المسلمين عن اتخاذ القبور مساجد وهو قولها : ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً
[3] هذه الجملة من حديث آخر لها في الموضوع عند مسلم وهنالك ألفاظ أخرى بمعنى واحد وصرحت بأنه ( ص ) قال ذلك في مرضه الأخير قبل وفاته بخمسة أيام
[4] رواه مالك في الموطأ
[5] رواه أحمد والبخاري وأصحاب السنن الأربعة عن عائشة
[6] رواه أحمد وأصحاب السنن عنها أيضا وهو صحيح

54

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست