نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 194
فصل : فإذا تبين ذلك فوجوب إثبات العلو لله تعالى ونحوه يتبين من وجوه : أحدها أن يقال إن القرآن والسنن المستفيضة المتواترة وكلام السابقين والتابعين بل وسائر القرون الثلاثة بما فيه إثبات العلو لله على عرشه بأنواع من الدلالات ، ووجوه من الصفات ، وأصناف من العبارات ، تارة يخبر أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ، وقد ذكر الاستواء على العرش في سبعة مواضع ، وتارة يخبر بعروج الأشياء وصعودها وارتفاعها إليه كقوله تعالى : " بل رفعه الله إليه ، إني متوفيك ورافعك إلي ، تعرج الملائكة والروح إليه " وقوله : " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " وتارة يخبر بنزولها منه أو من عنده كقوله تعالى : " والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ، قل نزله روح القدس من ربك بالحق - حم ، تنزيل الكتاب من الرحمن الرحيم - حم ، تنزيل من الله العزيز الحكيم " وتارة يخبر بأنه الأعلى والعلي كقوله تعالى : " سبح اسم ربك الأعلى " وقوله " وهو العلي العظيم " . وتارة يخبر بأنه في السماء كقوله تعالى : " أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض ؟ أأمنتم من في السماء يرسل عليكم حاصباً " فذكر السماء دون الأرض ولم يعلق بذلك ألوهية أو غيرها كما ذكر في قوله تعالى : " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " . وقال تعالى : " وهو الله في السماوات وفي الأرض " . وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا
194
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 194