responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 164


نعبد وإياك نستعين " وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله يقول : " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد " الحمد لله رب العالمين " قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : " الرحمن الرحمين " قال الله : أثنى عليّ عبدي ، وإذا قال : " مالك يوم الدين " قال : مجدني عبدي ، أو قال فوض إلي عبدي ، وإذا قال : " إياك نعبد وإياك نستعين " قال : فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : " اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " قال : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل " .
ولهذا روي أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها في القرآن ومعاني القرآن في المفصل في أم الكتاب ، ومعاني أم الكتاب في هاتين الكلمتين " إياك نعبد وإياك نستعين " وهذا المعنى قد ثناه الله في مثل قوله : " فاعبده وتوكل عليه " وفي مثل قوله : " عليه توكلت وإليه أنيب " وقوله : " عليه توكلت وإليه متاب " .
وكان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يقول في نسكه : " اللهم هذا منك وإليك " فهو سبحانه مستحق التوحيد الذي هو دعاؤه وإخلاص الدين له دعاء العباد بالمحبة والإنابة والطاعة والإجلال والإكرام والخشية والرجاء ونحو ذلك من معاني تألهه وعبادته ودعاء المسألة والاستعانة بالتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والسؤال له ، ونحو ذلك مما يفعل سبحانه بمقتضى ربوبيته ، وهو سبحانه الأول والآخر والباطن والظاهر .
ولهذا جاءت الشريعة الكاملة في العبادة باسم الله وفي السؤال باسم الرب فيقول المصلي والذاكر الله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، وكلمات الآذان : الله أكبر الله أكبر إلى آخرها ونحو ذلك .
وفي السؤال : " ربنا ظلمنا أنفسنا - رب اغفر لي ولوالدي - رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين - رب ظلمت نفسي فاغفر لي " ، " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا ، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين " ونحو ذلك ، وكثير من المتوجهين السالكين يشهد

164

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست