مما أفاء الله على رسوله ، فكنت أنا أردهن ، فقلت لهن إلا تتقين الله ألم تعلمن أن النبي ( ص ) يقول لا نورث ( الحديث ، رواه البخاري في كتاب المغازي ، والصواعق ) [1] فعلم من هذا الحديث أن الورثة كلهم ما كانوا عالمين بحديث لا نورث لا أزواجه ، ولا أهل بيته ، ولا عثمان والأحق بالعمل لهذه المسألة هم كانوا فكيف يقال إن النبي ( ص ) لم يعلم من لهم تعلق خاص بهذه المسألة ، وعلم مخفيا لأبي بكر وبنته ، ولا يقال أن الصحابة صدقوا حديث أبي بكر ، وصدق علي والعباس أيضا لأنا نقول إن التصديق ليس بثابت . وأما السكوت فإنما كان لرعب السلطنة كما يظهر عن وقعة علي ، والعباس زمن عمر ، والباقون كذلك على أنا لا نسلم تصديق كلهم ، بل وضع الحديث لتضييع أهل الحق والمؤولون أولوه تأويلا بعيدا ، وتحيروا تحيرا شديدا ، ولم يأتوا قولا سديدا كما أقر به الشيخ الدهلوي في شرح المشكاة [2] . الثاني عشر : إن صلة رسول الله ( ص ) كانت أحق وآكد بل أوجب وأفرض على كل أحد فما رعوها حق رعايتها بل ضيعوها حق الضياع ، ووصلوا أقاربهم ( كما في الفتح ) قال الخطابي : إنما أقطع عثمان ( فدكا ) لمروان لأنه تأول أن الذي يختص بالنبي ( ص ) يكون للخليفة بعده فاستغنى عثمان عنها فوصل بها بعض قرابته [3] . وفي ( روضة المناظر على هامش مروج الذهب ) : أقطع عثمان بن عفان مروان بن الحكم ( فدكا ) صدقة رسول الله ( ص ) ، ولم تزل في يد مروان وبنيه إلى أن ردها عمر بن عبد العزيز صدقة [4] . الثالث عشر : إن أبا بكر وعمر كانا لم يعلما علم الميراث ، ويسألان عليا ( ع ) وغيره . ( كما سيأتي في ذكر علمهما ) ، والعجب أنهما كانا عالمين بميراث بنت رسول الله ( ص ) ، وحرمانها . الرابع عشر : قال ( السيد ) في رسالة ( الزهراء ) ناقلا عن الإمام نور الدين علي بن برهان الحلبي الشافعي في كتاب ( إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون ) : قال سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : جاءت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) إلى أبي بكر ، وهو على ( المنبر ) فقالت يا أبا بكر أفي كتاب الله أن ترث أبيك ، ولا أرث أبي ، فاستعبر أبو بكر باكيا ثم قال بأبي أبوك ، وبأبي أنت ، ثم نزل فكتب لها ( بفدك ) ، ودخل عليه عمر فقال ما هذا قال كتبته لفاطمة ميراثها من أبيها ، فقال فماذا تنفق على المساكين ، وقد حاربتك العرب ، ثم أخذ عمر الكتاب فشقه ( وكذا في السيرة الحلبية ) [5] . قال السيد في رسالة الزهراء : قال ابن السمان في كتاب ( الموافقة في فاطمة وأبي بكر ) جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت أعطني ( فدكا ) فإن رسول الله ( ص ) وهبها لي ، فقال صدقت يا بنت رسول الله ( ص ) ولكني رأيت رسول الله ( ص ) يقسمها فيعطي الفقراء والمساكين ، وابن السبيل بعد أن يعطيكم منها قوتكم ، ( وكذا كتبه الخواجة محمد پارسا في كتابه