أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد على الأرض [1] . وفي النصائح الكافية ناقلا عن الإستيعاب : قتل معاوية حجرا ( وهو من فضلاء الصحابة لأنه رفض لعن علي ( ع ) ، والبراءة منه . وكذا قاله ابن الأثير [2] . وفي " نهج البلاغة " : ومن كلام له ( عليه السلام ) لأصحابه : أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مند حق البطن يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، إلا وأنه سيأمركم بسبي والبراءة مني [3] . وفيه : " والله ما معاوية بأدهى مني ، ولكن يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة " [4] . وفيه أيضا : اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا ، وكثرة عدونا وتشتت أهواءنا ، ربنا إفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [5] . وفيه : ومن كتاب له ( عليه السلام ) إلى زياد بن أبيه وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستخلافه : " وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستزل لبك ، ويستفل غربك فاحذره ، فإنما هو الشيطان يأتي المؤمن من بين يديه ، ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله [6] . تبصرة : في بغي معاوية لما كانت خلافة علي مسلمة ، ومثبتة عند الفريقين فكان هو على الحق بلا ريب ، ومخالفه باغيا وطاغيا ، وما كان بمجتهد ولا خليفة ، بل كان ملكا ( كما نبينه بعونه تعالى ) . قال القاري في المرقاة : قلت : فإذا كان الواجب عليه أن يرجع عن لعنه بإطاعة الخليفة ، وبترك المخالفة ، وطلب الخلافة المنفية فبين بهذا أنه كان في الباطن باغيا ، وفي الظاهر مستترا بدم عثمان فجاء هذا الحديث ( أي حديث قتل عمار ياسر ) ناعيا ومن عمله ناهيا ، كذا في ( ماهية معاوية ) . وفي الملل والنحل : من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمي خارجيا [7] . وفي الروضة الندية : ثبت أن معاوية وأصحابه بغوا عليه ( عليه السلام ) وقاتلوه وأي بغض أشد من ذلك منه [8] . وفي كنز العمال : قال : سمعت عليا يقول : وحزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن
[1] النصائح الكافية ، ص 71 . [2] المصدر السابق ، ص 57 . [3] نهج البلاغة ، ص 34 ، ( طبع مصر ) . [4] نهج البلاغة ، ص 165 . [5] المصدر السابق ، ص 193 . [6] أيضا ، ص 217 . [7] الملل والنحل ، ص 43 . [8] الروضة الندية في التحفة العلوية ، ص 72 .