responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 83


سكنت هذه النفس القوية جثمانا يضيق بروحها ، وقلما رزق الراحة من اجتمع له النفس القوية والجثمان الضعيف ، فإنهما مزيج متعب للنفس والجسم معا ، لا قوام له بغير راحة واحدة : هي راحة الإيمان ، وهذا هو التوفيق الأكبر في نشأة الزهراء ، فإنها نشأت في جهد الإيمان إذ هو ألزم ما يكون لها بين قوة نفسها ونحول جثمانها ، في أخلاق السيدة فاطمة مدد صلح للثبات على الحق الذي يعتقده صاحبه أو يذاد عنه فلا ينكص عنه على رغم .
كانت شديدة الاعتزاز بانتسابها إلى أبيها وكانت مفطورة على يقين التدين ، وكانت ذات إرادة لا تهمل في حساب شأن من شؤونها فظهر منها في المواقف القليلة التي نقلت عنها أنها كانت ذات إرادة قوية ، وعزيمة شديدة ونفس كريمة .
كان من اعتزازها بالانتساب إلى أبيها أنها كانت تسر بمشابهة أبنائها لأبيها ، وكانت تذكر ذلك حين تدللهم وتلاعبهم فلم يكن أحب إليها من أن يقال لها إن أسباط رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبهون رسول الله .
وكانت فطرة التدين فيها فطرة ورثتها من أبوين كريمين ، وحسبها ما ورثته عن خاتم الأنبياء وما تعلمته منه بالتربية والمجاورة ، ولكنها أضافت إليه ما ورثته من أمها السيدة خديجة بنت خويلد ، وجدها خويلد هو الذي تصدى لملك اليمن من قوم تبع الذي حاول الاعتداء على الكعبة ، وكان ذلك التصدي بسبب غيرة والد السيدة على الكعبة ، وهي كذلك ابنة عم ورقة بن نوفل الذي اشتهر بتحنفه ، وصرف جل وقته في التعرف على التوراة والإنجيل وما فيهما من بشارات ببعثة آخر الأنبياء ، وهو الذي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة حين جاءه مع زوجه خديجة وقص عليه ما رأى حين جاءه الوحي أول مرة في غار حراء .
ومن عمق التدين ، وصدق الإيمان في هذه السيدة العظيمة ، أنها كانت شديدة التحرج فيما اعتقدته من أوامر الدين حتى أنها لتحتاط وتعمل بالأحوط في كل شئ . وكانت أشبه الناس بأبيها في مشيتها وحديثها

83

نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست