responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 80


وذكر الذهبي في كتابه " سير أعلام النبلاء " عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال : قال علي لأمه : ( اكفي فاطمة الخدمة خارجا وتكفيك هي العمل في البيت ، والعجن والخبز والطحن ) [1] .
وقال كرم الله وجهه - لفاطمة الزهراء - رضي الله عنها - ذات مرة وقد وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبي من غزوة من الغزوات الظافرة : اذهبي فاطلبي واحدة تعينك على ما أنت فيه ، ولا أظنه يردك لمكانتك عنده ، واستجابت الزهراء لأمر زوجها الحبيب ، وذهبت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم ، فسألها : ما بك يا بنية ؟
فقالت إنما جئت لأسلم عليك ، ومنعها الحياء من أن تطلب شيئا من أبيها ، وعادت إلى بيتها كما جاءت ، ولما عرف علي ما كان من أمرها أخذها وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتكلم هو هذه المرة ، وأوضح له أنها استحيت أن تطلب منه امرأة من السبي الذي وصله مع غنائم الغزو لتعينها على العمل لأنها لم تعد قادرة بمفردها على إنجازه . فأجابهما رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ، ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم " . وجاء من طريق أبي أمامة عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اصبري يا فاطمة إن خير النساء التي نفعت أهلها " [2] .
وعادت الزهراء وبعلها راضيين بما سمعاه فمن غيرهما يعرف أهداف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكثر من هذا أنهما كانا يعلمان أنه لا يقول إلا حقا ولا يفعل إلا حقا . لقد مس طلبهما من أبيها شغاف قلبه . وفي المساء ذهب إليهما في بيتهما وفتح عليهما الباب وقد انكمشا في غطائهما مقرورين [3] إذا غطيا رأسيهما انكشفت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما انكشف رأساهما ،



[1] سير أعلام النبلاء ( 2 / 125 ) وارجع أيضا ذخائر العقبى للطبري ( ص 51 ) .
[2] من هذا الطريق أخرجه الطبري في كتابه " التهذيب " كما قاله رواية ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 121 ) .
[3] مقرورين : يلسعهما البرد .

80

نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست