نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 70
ومنه السلام وعلى جبريل السلام " [1] . وكفى بذلك منزلة وتكريما ولو أن الله مد في عمرها وبسط لها في أجلها لظهر من مكارمها ومن محامدها أضعاف ما عرفه الناس وسجله الخلود ولا أكون مبالغا إذا قلت أنها ماتت شهيدة الإسلام وضحية الجهاد إذ أنها لم تخرج من الشعب إلا وهي معتلة الجسم منهوكة القوى ، ولم تزل بها علة تنال من جسمها وتهد كيانها وتوهن من عزمها حتى لقيت ربها طاهرة مطهرة وراضية مرضية ، ففي رمضان من السنة العاشرة بعد البعثة فاضت روحها إلى بارئها تحفها الرحمة ويتنزل عليها الرضوان . وكان النبي إلى جانبها ينظر إليها وهي تجود بنفسها وتودع بناتها ، وكانت رقية يومئذ في الحبشة مع زوجها عثمان ، وألقى صلى الله عليه وسلم على وجهها السمح نظرة أخيرة ، ودع فيها الأم الحنون ، والزوجة البارة ، والشريك الحبيب ، وكأنما ودع بوداعها الحياة بكل ما فيها من هناء وصفاء ، فبكى فراقها كثيرا ثم قام الرسول صلى الله عليه وسلم بدفنها في الحجون ونزل معها في قبرها ، ثم عاد إلي البيت ليشارك بناته الثلاث مرارة الحزن وحرارة الفراق [2] . هذه هي خديجة إذا - رضي الله عنها - التي يودعها الآن في مثواها
[1] راجع : البخاري رقم ( 3821 ) في ( مناقب الأنصار ) باب ( تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها - رضي الله عنها ) فتح الباري ( 7 / 133 ) وفي ( التوحيد ) باب قول الله تعالى : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) . ومسلم برقم : ( 2432 ، 2433 ) في ( فضائل الصحابة ) باب ( فضائل خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها ) ( 4 / 1887 ) . والترمذي : عن عائشة رقم ( 3876 ) في ( المناقب ) باب ( فضل خديجة رضي الله عنها 5 / 659 ) والنسائي في ( فضائل الصحابة ) عن أنس ( ص 75 ) . وانظر الحديث بمختلف أسانيده ورواياته في : " السمط الثمين للطبري ( 24 ، 25 ) مسند أحمد ( 1 / 205 ، 2 / 230 ، 231 ، 4 / 355 ) الطبراني ( 13 / 11 ) " مجمع الزوائد " 9 / 223 - 225 ) و " المستدرك " للحاكم ( 3 / 185 ) كنز العمال ( 12 / 130 ، 132 ) وفضائل الصحابة للإمام أحمد ( 1586 ) . [2] السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها - أحمد الشهاوي - سعد شرف الدين .
70
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 70