نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 218
وقد وجد الطاعنون على الإسلام من اليهود والنصارى ، والحاقدون على الإسلام من الملحدين في هذا العدد من أزواجه مطعنا يتطاولون به على مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثار شبهة يلقون من خلالها الشكوك في قلوب المسلمين ، ويثيرون الحقد على الإسلام عند غير المسلمين . ولولا أننا نعلم أن كثيرا من أبناء المسلمين تفاجئهم هذه الشبهة وأمثالها ، فلا يستطيعون ردها لما استحق هؤلاء الطاعنون أن نلقي لهم بالا فهم أعمق حقدا وأشد مكرا من أن يطأطئوا رؤوسهم لحق ، أو يتراجعوا عن باطل ، وهم أعظم جحودا وعنادا من أن ينفعهم العلم مثلما قال فيهم رب العزة : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) وكما قال فيهم أيضا ( فإنهم لا يكذبونك - أي يعلمون أنك رسول الله - ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ) . الأنعام 33 وبيانا لوجه الحق في هذه الشبهة نقول : إن تعدد زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أوجه العظمة التي تشهد له بالرأفة وكمال الخلق وصدق النبوة . . فقد بلغ الخامسة والعشرين من عمره المبارك ولم يعرف عنه - وهو المعصوم - أنه سعى لامرأة أو قارف إثما ، وقد تزوج خديجة بنت خويلد بعد أن عرضت عليه نفسها ولم يكن هو الذي طلبها ، وكان عمره يومها خمسا وعشرين سنة وكانت أكبر منه بخمس عشرة سنة ، وقضى سحابة شبابه معها حتى جاوز الخمسين ، وتوفيت وهي في الخامسة والستين رضي الله عنها ، ولو أن محمدا كان كما يزعمون لتزوج ثانية وثالثة ورابعة في أثناء حياتها ، فتلك هي المدة التي يظهر فيها الميل الشديد إلى النساء عند من لهم في النساء رغبة شديدة وميل عظيم ، أما أن يقتصر على خديجة وحدها خلال أكثر من خمس وعشرين سنة من شبابه وكهولته فهذا أبلغ رد على من في قلوبهم مرض ، وأعظم مقنع لأصحاب العقول السليمة ، وطلاب الحق من مسلمين وغير مسلمين .
218
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 218