responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 207


طلقها زيد أنزل الله ما أخبر به نبيه من أمر زواجه بزينب حتى يكفي النبي صلى الله عليه وسلم حرج السعي والخطبة لما يعلمه سبحانه وتعالى من غرابة ذلك الزواج في نفوس القوم ، وبهذا لا يكون لرغبة الرسول صلى الله عليه وسلم أي دور في إتمام هذا الزواج ليكون أبعد للتهمة وأبرأ لوجدان الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالله سبحانه وتعالى بتدبيره قد تولى الأمر كله ، حتى عقد الزواج فالنبي صلى الله عليه وسلم أخفى علمه بما سيكون وأخفى تحرجه مما سيقول الناس .
وعاشت زينب في بيت رسول الله عزيزة كريمة برة تقية عابدة زاهدة صناعا [1] تعمل بيدها لتتصدق ، ولهذا تحقق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم لنسائه : " يتبعني أطولكن يدا " وكان طول اليد هو سخاؤها بالصدقة . قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا بعده نمد أيدينا في الجدار نتطاول ، فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب ، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن - رحمها الله - أطولنا فعرفنا أنما أراد الصدقة وكانت صناع اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق [2] .
حدثوا أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أرسل إليها عطاءها وهو اثنا عشر ألف درهم فغطته بثوب ثم قالت لبرزة بنت رافع : " أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها فقسمته فبقيت منه بقية فقالت لها برزة غفر الله لك ، والله لقد كان لنا في هذا حظ ، فقالت لها زينب ، فلكم ما تحت الثوب ، تقول برزة : فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما ثم رفعت زينب بيدها داعية فقالت : " اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا " [3] .



[1] يقال امرأة صناع : إذا كانت لها صنعة تعملها بيدها وتكسب منها ، ويقال للرجل صنع النهاية ( 3 / 56 ) .
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات ( 8 / 108 ) وسنده قوي والحاكم في المستدرك ( 4 / 45 ) وصححه ووافقه الذهبي . وهو في صحيح مسلم برقم ( 2453 ) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا " قالت : فكن يتطاولن أ يتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق .
[3] طبقات ابن سعد ( 8 / 109 ) .

207

نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست