نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 626
وقال تعالى : ( وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) التوبة : 30 . فهذه الآيات واضحة في أن هاتين الفرقتين اختلفتا وكل منهما على ضلالة وكفر . وقد يختلف اثنان فيكون أحدهما مصيبا على هدى والآخر مخطئا على ضلالة ، قال الله تعالى : ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) البقرة : 253 . فتبين من هذا أن المختلفين في أمر قد يكون أحدهما أو أحد الفريقين على ضلالة والآخر على هدى ، ومن هذا الباب ما وقع بين بعض الصحابة وما وقع بين سيدنا علي رضوان الله عليه ومن معه من الصحابة الكرام وبين معاوية وحزبه ، وقد أجمع أهل الحق على أن معاوية وحزبه بغاة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النار " رواه البخاري ( 6 / 30 ) بهذا اللفظ ومسلم ( 4 / 2235 - 2236 ) مختصرا وهو عند البخاري في موضع آخر في الصحيح ( 1 / 541 ) بلفظ : " يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " ، وهذه المسألة مشروحة في بابها . وقد يختلف اثنان فيكون كل منهما على صواب وهدى - سواء كان خلافهما خلاف تضاد أو تنوع [369] - قال الله تعالى : ( فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ) البقرة : 213 . وتقدمت الأحاديث الصحيحة في إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمختلفين في صلاة العصر وكذا في القراءة عندما قال : " كلاكما محسن " .
[369] علي رأي من يقول بأن الخلاف علي نوعين : الأول خلاف تضاد : كتحريم شئ في نص مقابل تحليله في نص آخر ، وخلاف تنوع : مثل الأخذ بأي صيغة من صيغ التشهد الواردة عنه صلى الله عليه وسلم لأنها متنوعة في الألفاظ .
626
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 626