responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 564


أقول : وبذلك نستطيع أن نقول لقد ثبت الحوض في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة بالأحاديث الصحيحة المتظافرة التي لا معارض لها ، وقد صرح الحافظ ابن عبد البر بتواترها كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
والحوض هو عطية الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في أرض المحشر قبل دخول الجنة ، فهو ليس في الجنة ويمكن أن يكون ممتدا منها أو ينقل إليها بعد ذلك ، فيشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة فلا يظمأون بعد الشرب منه أبدا ويذاد عنه الكافرون وبعض عصاة المؤمنين .
[ فائدة ] : وهناك مناسبة في سورة الكوثر بين هذا النهر وبين عترته وآل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وهي أن الله تعالى قال في هذه السورة ( إن شانئك هو الأبتر ) وذلك أن بعض الكفار [334] كان يقول : إن محمدا أبتر ليس له ولد ذكر ، فأنزل الله تعالى : ( إن شانئك هو الأبتر ) أي مبغضك الذي يقول في حقك هذا الكلام هو الأبتر الذي لا يذكره أحد ، وقد ذكر الإمام الفخر الرازي في ذلك كلاما جميلا أحببت نقله هنا ، وهو قوله هناك في تفسيره ( 32 / 124 ) إن من معاني الكوثر في قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) :
[ والقول الثالث : الكوثر أولاده ، قالوا لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئ منهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به [335] ، ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم ] انتهى .



[334] قيل هو العاص بن وائل ، وقيل أبو جهل ، وقيل عقبة بن أبي معيط . أنظر تفسير " البحر المحيط " ( 10 / 557 ) .
[335] لأنهم قبحهم الله تعالى هم أعداؤه عليه الصلاة والسلام إلا من رحم ربك منهم وهم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود كأمثال سيدنا عثمان وعمر بن عبد العزيز ، فقد روى الترمذي ( 5 / 444 ) وغيره بسند صحيح عن يوسف بن سعد قال : قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية ، فقال : سودت وجوه المؤمنين ، أو يا مسود وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنبني رحمك الله ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بنو أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت ( إنا أعطيناك الكوثر ) يا محمد ، يعني نهرا في الجنة ، ونزلت ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر ) يملكها بنو أمية يا محمد . قال القاسم فعددناه فإذا هي ألف يوم ( الصحيح : شهر ) لا يزيد يوم ولا ينقص . قلت : رجاله رجال مسلم وهو صحيح ، قال الترمذي إن يوسف بن سعد : مجهول . والصواب ليس كذلك بل هو ثقة ، وثقه يحيى بن معين " تهذيب الكمال " ( 32 / 426 ) والحافظ في التقريب والذهبي في الكاشف ، فافهم ! !

564

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست