responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 543


فصل ولا بد لنا أولا قبل أن نناقش الفكرة الثانية وهي فكرة أن الصراط جسر فوق جهنم وقبل أن نعرض هذه الفكرة على القرآن الكريم ينبغي أن نذكر أشياء نحتاج إليها هنا قبل مناقشة هذه الأفكار لأنها من القواعد المتفق عليها ولا بد من استحضارها حال المناقشة والرجوع والتحاكم إليها وهي :
الأمر الأول :
أن معنى الصراط في لغة العرب التي نزل القرآن بها هو : الطريق الواسع السهل ، قال الإمام الراغب في المفردات ص ( 230 ) : ا السراط الطريق المستسهل " وقال أيضا : " الصراط الطريق المستقيم " ، وفي القاموس مع شرحه للزبيدي ( 5 / 152 ) في مادة ( سرط ) : " والسراط بالكسر السبيل الواضح ، وبه فسر قوله تعالى : إهدنا السراط المستقيم ، أي : ثبتنا على المنهاج الواضح كما قاله الأزهري " .
وفي مادة ( سرط ) منه ص ( 174 ) قال : " ( الصراط بالكسر الطريق ) قال الله تعالى : اهدنا الصراط المستقيم " .
ثم ذكر معناه عند أهل السنة وهذا لا يعنينا هنا إنما يعنينا معناه عند العرب حسب لغتهم ( 322 ) .


( 322 ) ينبغي أن نتنبه هنا إلى مسألة دقيقة تتعلق بموضوع إخراج معنى الكلمة من القواميس والمعاجم اللغوية وهي أنه في كثير من الأحيان يدخل مصنفو ومؤلفو تلك الكتب على المعاني اللغوية البحتة معان شرعية أو آراء لأشخاص تتعلق بموضوع معنى الكلمة لا علاقة لها بموضوعها اللغوي فيظنها بعض الناس عند مراجعة تلك الكتب اللغوية ك‌ " لسان العرب " أو " تاج العروس شرح القاموس " من معاني تلك الكلمة الثابتة عند العرب في لغتهم وهذا غير صحيح ، وبالتالي فإن إخراج معنى الكلمة من معاجم اللغة يحتاج أن يكون الباحث أو المخرج لتلك الكلمة فاهما لهذه القضية حتى لا يختلط عليه الحابل بالنابل ! ! ومثال ذلك إدخال " أن الصراط جسر فوق جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف " في معنى الصراط عند الزبيدي مثلا في " تاج العروس " مع كون هذا المعنى هو معنى عند بعض طوائف المسلمين وفرقهم لا كلهم ، وهو معنى شرعي غير معروف في لغة العرب ولا علاقة له به ! ! وخاصة عند بحث معنى لفظة صراط في لغة العرب وماذا يقصدون بها ! ! ومثال ذلك أيضا إدخال بعض المؤلفين كابن منظور في " لسان العرب " أن تفسير الاستواء بالاستيلاء يقتضي معنى المغالبة ! ! وهذا الاقتضاء لا دليل عليه شرعا ولا لغة وهو لازم بعيد لا عبرة به ، كما أنه أيضا رأي شخص يتبع فيه رأي فرقة من الفرق ، فأدخل في بعض كتب اللغة فظنه البعض قاعدة لغوية ! ! وهو ليس كذلك ! ! ويتبين هذا الأمر لكل من نظر بعين الفاحص المتجرد عن العصبية والتعصب ، فلا يعنيه ساعتئذ مذهب صاحب المعجم اللغوي ولا نحلته وإنما يدرك بأن ما طرحه من المعاني اللغوية بعضها لغوي مجرد وهذا ما يعني الباحث ويهمه وبعضها اصطلاحي شرعي أو مذهبي أو غير ذلك ، والله الموفق . ومما يجب التنبيه عليه هنا أن المجسمة والمشبهة ينفرون طلاب العلم عن مراجعة مثل كتاب " المفردات " للإمام الراغب الأصفهاني مع أنه كتاب دقيق جدا في اللغة يعطي الباحث مدى ربط الكلمة بعدة معان مذكورة في القرآن يتبين منها حقيقة معناها اللغوي ، ويظهر من عباراته بكل وضوح الفرق بين المعاني اللغوية والاصطلاحات الشرعية عند طائفة ما أو عند جميع الطوائف والفرق الإسلامية ، فكتابه ذاك يعد من أهم المراجع اللغوية لقدمه ووضوحه في البيان ، والله الموفق .

543

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 543
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست