نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 439
( رابعا ) : الكرسي : لقد ورد ذكر لفظ الكرسي في القرآن الكريم في آية الكرسي في سورة البقرة في قوله تعالى ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) . وروى الحافظ ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 9 ) بسند صحيح عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال : [ ( وسع كرسيه ) كرسيه : علمه ] . وقد ذهب جمهور علماء أهل السنة إلى أن الكرسي غير العرش ، وذهب جماعة من السلف إلى أن الكرسي هو العرش كما ذكره ابن جرير في " تفسيره " ( 3 / 10 ) وقال القرطبي في " تفسيره " ( 3 / 278 ) هو مذهب الحسن بن أبي الحسن . قلت : ولا يثبت هذا عن الحسن لأن في سنده إليه جويبر عن الضحاك والأول منهما متروك والثاني ضعيف . ثم أخطأ القرطبي بقوله في " تفسيره " ( 3 / 277 ) : " وأرباب الإلحاد يحملونها - أي لفظة ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) - على عظم الملك وجلالة السلطان وينكرون وجود العرش والكرسي وليس بشئ " ا ه . أخطأ القرطبي لأن سيدنا ابن عباس وغيره أولوها بالعلم ، بل القرطبي نفسه أولها بالعلم قبل ذلك وكذا الحافظ ابن جرير في تفسيره ! فتأمل ! والذي نقوله هو : إن العرش جسم لقوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) الحاقة : 17 ، وأما الكرسي فنقول بأنه جسم آخر دون العرش خلقه الله تعالى لحكمة يعلمها ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) وهو غير قطعي خلافا للعرش ، فمن خالفنا في ذلك ونفاه أو قال إنه هو العرش أو كناية عن العلم في الآية لم نعترض عليه ولم نضلله وله اجتهاده فهذا من فروع العقيدة لا من أصولها .
439
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 439