responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 244


وبالقدرة وبالعلم وبالإرادة . وشئ من ذلك ليس من فعل النقاش ولا خلقه بل هو من خلق غيره ، وإنما منتهى فعله الجمع بين الصبغ والحائط على ترتيب مخصوص ، فيكثر تعجبك منه وتستعظمه .
وأنت ترى النطفة القذرة كانت معدومة فخلقها خالقها في الأصلاب والترائب ، ثم أخرجها منها وشكلها فأحسن تشكيلها وقدرها فأحسن تقديرها وتصويرها ، وقسم أجزاءها المتشابهة إلى أجزاء مختلفة فأحكم العظام في أرجائها وحسن أشكال أعضائها وزين ظاهرها وباطنها ورتب عروقها وأعصابها وجعلها مجرى لغذائها ليكون ذلك سبب بقائها ، وجعلها سميعة عالمة ناطقة . وخلق لها الظهر أساسا لبدنها والبطن حاويا لآلات غذائها والرأس جامعا لحواسها ، ففتح العينين ورتب طبقاتها وأحسن شكلها ولونها وهيئاتها ، ثم حماها بالأجفان لتسترها وتحفظها وتصقلها وتدفع الأقذاء عنها ، ثم أظهر في مقدار عدسة منها صورة السماوات مع اتساع أكنافها وتباعد أقطارها فهو ينظر إليها . ثم شق أذنيه وأودعهما ماء مرا ليحفظ سمعها ويدفع الهوام عنها وحوطها بصدفة الأذن لتجمع الصوت فترده إلى صماخها ولتحس بدبيب الهوام إليها ، وجعل فيها تحريفات واعوجاجات لتكثر حركة ما يدب فيها ويطول طريقه فيتنبه من النوم صاحبها إذا قصدها دابة في حال النوم .
ثم رفع الأنف من وسط الوجه وأحسن شكله ، وفتح منخريه وأودع فيه حاسة الشم ليستدل باستنشاق الروايح على مطاعمه وأغذيته ، وليستنشق بمنفذ المنخرين روح الهواء غذاء لقلبه وترويحا لحرارة باطنه . وفتح الفم وأودعه اللسان ناطقا وترجمانا ومعربا عما في القلب . وزين الفم بالأسنان لتكون آلة الطحن والكسر والقطع فأحكم أصولها وحدد رؤوسها وبيض لونها ، ورتب صفوفها متساوية الرؤوس متناسقة الترتيب كأنها الدر المنظوم . وخلق الشفتين وحسن لونها وشكلها لتنطبق على الفم فتسد منفذه وليتم بها حروف الكلام . وخلق الحنجرة وهيأها لخروج الصوت وخلق للسان قدرة الحركات والتقطيعات ليقطع الصوت في مخارج مختلفة

244

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست