نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 196
كفروا كمثل الذي ينعق ) * إلى قوله : * ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) * ونحو ذلك من الآيات ، وكل موضع رفع التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول . وأصل العقل الامساك والاستمساك كعقل البعير بالعاقل وعقل الدواء البطن ، وعقلت المرأة شعرها وعقل لسانه كفه ، ومنه قيل للحصن معقل وجمعه معاقل ) انتهى . فقول سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه العقل عقلان مطبوع ومسموع يقتضي بيان أن العقل يراد به شيئان : الأول : القوة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم ، فإن كانت قوية سمي صاحبها ذكيا وكان لديه استعداد للتطور السريع أو البطئ على حسب تلك القوة ، وإن كانت ضعيفة سمي صاحبها غبيا مع كونه عاقلا ، وهو إما ليس مستعدا للتطور العقلي وللوصول لدرجة بعد درجة ، وأما أن يمكن تطوره لكن ببطء شديد ، وهذه إرادة المولى سبحانه وتعالى وحكمته في خلقه ، * ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * ولله تعالى في خلقه شؤون . المعنى الثاني : المراد بلفظ العقل هو : العلم والفهم الناتج عن القوة المتهيئة في الإنسان لقبول العلم بالأشياء وفهمها . فالمعنى الأول للعقل يسمى ( العقل المطبوع ) وهو القوة التي خلقها الله تعالى في كل إنسان ، أي الذي خلق وكان طبعا للانسان ، والمعنى الثاني الذي شرحناه يسمى ( العقل المسموع ) أي الذي ينتج من سماع المعلومات وتلقيها وليس هو الغريزة التي خلقها الله تعالى في الجسم . قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في هذا المعنى ( الإحياء 1 / 88 ) : [ . . . ومن أنكر تفاوت الناس في هذه الغريزة فكأنه منخلع عن ربقة العقل ، ومن ظن أن عقل النبي ص مثل عقل آحاد السوادية وأجلاف البوادي فهو أخس في نفسه من آحاد السوادية ! وكيف ينكر تفاوت الغريزة ولولاه لما أختلف الناس
196
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 196