نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 128
قلت : فهؤلاء بعض من كان مع سيدنا معاذ حين بعثه ص إلى اليمن من المسؤولين ما عدا الآخرين الذين كانوا أيضا بصحبته ، والمترددين من أهل اليمن بين بلادهم والمدينة ممن نقل أصل الدعوة وأصول التوحيد والعقيدة إلى تلك البلاد كالأشعريين الذين منهم أبو موسى الأشعري وأصحابه ، فأين هذا عن عقل من يتخيل أن سيدنا معاذا ركب جملا وحده وذهب مبعوثا فريدا إلى اليمن من علمه بنهي النبي ص عن سفر الرجل وحده ؟ ! روى البخاري في ( الصحيح ) ( 6 / 138 ) : من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ) . وأزيد مؤكدا على أن النبي ص لم يبعث إلى ناحية من النواحي رجلا واحدا وإنما كان يبعث بعثا - عددا من الصحابة - وإنما كان يسمى الرجل الواحد منهم لأنه أمير ذلك البعث بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده ( 5 / 356 ) أثناء قصة عن بريدة قال : ( بعث رسول الله ص بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب . . . ) وإسناده حسن ، وفيه تأكيد أيضا على أن سيدنا معاذا كان في بعث - أي جماعة - لما ذهب ولم يكن وحده ، فبطل استدلال من يستدل بقصته في خبر الآحاد والحمد لله . وهل بعد هذا البيان والايضاح يصح لعاقل أن يستدل على أن خبر الواحد يفيد العلم أو نحو هذه المغالطات بقصة سيدنا معاذ رضي الله عنه ؟ !
128
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 128