نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 520
وذهب قوم من المتفلسفة وغالية المتصوفة إلى أن الدعاء لا فائدة فيه قالوا لأن المشيئة الإلهية إن اقتضت وجود المطلوب فلا حاجة إلى الدعاء وإن لم تقتضه فلا فائدة في الدعاء وقد يخص بعضهم بذلك خواص العارفين ويجعل الدعاء علة في مقام الخواص وهذا من غلطات بعض الشيوخ فكما أنه معلوم الفساد بالاضطرار من دين الاسلام فهو معلوم الفساد بالضرورة العقلية فإن منفعة الدعاء أمر أنشئت عليه تجارب الأمم حتى إن الفلاسفة تقول ضجيج الأصوات في هياكل العبادات بفنون اللغات يحلل ما عقدته الأفلاك المؤثرات هذا وهم مشركون وجواب الشبهة بمنع المقدمتين فإن قولهم عن المشيئة الإلهية إما أن تقتضيه أو لا فثم قسم ثالث وهو أن تقتضيه بشرط لا تقتضيه مع عدمه وقد يكون الدعاء من شرطه كما توجب الثواب مع العمل الصالح ولا توجبه مع عدمه وكما توجب الشبع والري عند الأكل والشرب ولا توجبه مع عدمهما وحصول الولد بالوطء والزرع بالبذر فإذا قدر وقوع المدعوا به بالدعاء لم يصح أن يقال لا فائدة في الدعاء كما لا يقال لا فائدة في الأكل والشرب والبذر وسائر الأسباب فقول هؤلاء كما أنه مخالف للشرع فهو مخالف للحس والفطرة ومما ينبغي أن يعلم ما قاله طائفة من العلماء وهو أن الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل والإعراض عن الأسباب الكلية قدح في الشرع ومعنى التوكل والرجاء يتألف من وجوب التوحيد والعقل والشرع
520
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 520