responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 251


فسمعه هو بصره وبصره هو حواسه وانما قيل سميع بصير لاختلاف التركيب لا لأنهما في نفسهما شيئان مختلفان وزعموا ان اللون هو الطعم وهو الرائحة وهو المحسة وانما وجدوه لونا لان الظلمة خالطته ضربا من المخالطة ووجده طعما لأنها خالطته بخلاف ذلك الضرب وكذلك القول في لون الظلمة وطعمها ورائحتها ومحستها وزعموا ان النور بياض كله وان الظلام سواد كله وزعموا ان النور لم يزل يلقى الظلمة بأسفل صفحة منه وان الظلمة لم تزل تلقاه بأعلى صفحة منها واختلفوا في المزاج والخلاص فزعم بعضهم ان النور داخل الظلمة والظلمة تلقاه بخشونة وغلظ فتأذى بها وأحب ان يرقصها ويلينها ثم يتخلص منها وليس ذلك لاختلاف جنسهما ولكن كما ان المنشار جنسه حديد وصفحته لينه وأسنانه خشنه فاللين في النور والخشونة في الظلمة وهما جنس واحد فتلطف النور بلينة حتى يدخل تلك الفرج فما أمكنه الا بتلك الخشونة فلا يتصور الوصول إلى كمال وجود الا بلين وخشونة وقال بعضهم بل الظلام لما احتال حتى تشبث بالنور من أسفل صفحته فاجتهد النور حتى يتخلص منه ويدفعه عن نفسه فاعتمد عليه فلجج فيه وذلك بمنزلة الانسان الذي يريد الخروج من وحل وقع فيه فيعتمد على رجله ليخرج فيزداد لجوجا فيه فاحتاج النور إلى زمان ليعالج التخلص منه والتفرد بعالمه وقال بعضهم ان النور انما دخل اجزاء الظلام اختيارا ليصلحها ويستخرج منها اجزاء صالحة لعالمه فلما دخل تشبثت به زمانا فصار يفعل الجور والقبيح اضطرارا لا اختيارا ولو انفرد في عالمه ما كان يحصل منه الا الخير المحض والحسن البحت وفرق بين الفعل الاضطراري وبين الفعل الاختياري

251

نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست