نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 67
فأما « الحد » بمعنى حقيقة الشيء التي هو بها يتميز بها عن غيره ، فلا ريب بين المسلمين أن الله له حقيقة ، وذات فذلك حده الذي لا يعلمه غيره ، كما جاء في الأثر : يا من لا يعلم ما هو إلا [ هو ] ولا يبلغ قدرته غيره . وهل يقال له ماهية لا يعلمها غيره ، ولا تجري ماهيته في مقال . أو يقال : لا ماهية له ؟ على قولين لأصحابنا وغيرهم . الأول قول أكثرهم . وأما الحد بمعنى القول - فله أسماء تميزه عن غيره وله حدود بخواصه التي تميزه عن [ غيره ] كقولنا : رب العالمين ، وخالق السماوات والأرض والأول والآخر والظاهر والباطن . وأما « الحد » المركب من الجنس والفصل فلا يجوز في حق الله تعالى . فأما حد عينه الذاتية فيراد به : علي بذاته وحد بصفاته وحد بمقداره . فأما الأول : فهو بمعنى انفصاله عن غيره وتميزه عنه بحيث لا يختلط به وهذا داخل فيما قصده ابن المبارك وغيره ؛ خلافا للجهمية الذين يجعلونه مختلطا بالمخلوقات ؛ ولهذا قال : بائن من خلقه بحد . فإن « الحد » هو الفصل والتمييز بينه وبين غيره . و « الحد » بهذا المعنى متفق عليه بين أهل السنة القائلين بأن الله فوق العرش بل وعند الذين يقولون لا داخل العالم ولا خارجه أيضا ؛ فإن الأعراض المختلفة كالطعم واللون إذا قامت بجسم واحد كانت متميزة بخصائصها وحدودها وليست متميزة بأعيانها وذواتها [1] .
[1] باقي الكلام على الأعراض مخروم في الأصل . والمعنى واضح بدونه . ومعروف الكلام في الأعراض .
67
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 67