نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 223
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } [ 3 / 110 ] وكان يتأول ذلك في ركوعه وسجوده : أي يمتثل ما أمره به ربه . فإذا كان سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - يستغفر ربه كيف لا يستغفر غيره ويتوب ؟ وإن قيل له ذلك أبى وأخذته العزة . ولهذا ما زال سبحانه يخاطب أهل بدر وبيعة الرضوان بالأمر والنهي والوعد والوعيد ويذكر أنه يتوب عليهم كما قال تعالى : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ 117 / 9 ] وقد نزلت بعد عام الحديبية بثلاث سنين . وقد كان من شأن « مسطح » الذي كان يصله أبو بكر لرحمه ما كان وهو من أهل بدر رضي الله عنهم وعده الله في قوله : { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ } [ 11 / 24 ] ، قوله : { وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ } [ 15 / 24 ] ، وقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ 23 / 24 ] ، وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلدهم . فقد وقع هذا البدري رضي الله عنه المغفور له في هذا الإفك العظيم ؛ لكن تاب منه بلا ريب . فتبين أن قوله : « قد غفرت لكم » ، لا يمنع أن يعملوا بعد ذلك ذنوبا ويتوبون منها ؛ بل لا بد أن يكون لئلا يتكلوا على الأخبار فقط بل لا بد من فعل السبب من التوبة والحسنات الماحية المتقدمة ، أو غير ذلك من الأسباب كالمصائب في الدنيا أو في البرزخ أو عرصات القيامة أو يرحمهم . وهذه الأسباب يشترك فيها من علم أنه قد غفر له ومن لم يعلم لكن قد علم أن الله يغفر للتائب ويدخله الجنة .
223
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 223