responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 91


فيها فقال بعضهم أرواح هذه الطبقة هي الشياطين وقال أحمد بن حابط أنها تنتقل إلى جهنم فتعذب بالنار أبد الأبد واختلفوا في الذي كانت أفاعيله كلها خيرا لا شر فيها فقال بعضهم أرواح هذه الطبقة هي الملائكة وقال أحمد بن حابط أنها لا شك أنها تنتقل إلى الجنة فتنعم فيها أبد الأبد واحتجت هذه الطائفة المرتسمة بالإسلام أعني أحمد بن حابط وأحمد بن نانوس بقول الله تعالى « يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك » وبقوله تعالى « جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه » واحتج من هذه الطائفة من لا يقول بالإسلام بأن قالوا أن النفس لا تتناهى والعالم لا يتناهى لأمد فالنفس منتقلة أبدا وليس انتقالها إلى نوعها بأولى من انتقالها إلى غير نوعها بأولى من انتقالها إلى غير نوعها قال أبو أحمد رضي الله عنه وذهبت الفرقة الثانية إلى أن منعت من انتقال الأرواح إلى غير أنواع أجسادها التي فارقت وليس من هذه الفرقة أحد يقول بشئ من الشرائع وهم من الدهرية وحجتهم هي حجة الطائفة التي ذكرنا قبلها القائلة أنه لا تناهى للعالم فوجب أن تتردد النفس في الأجساد أبدا قالوا ولا يجوز أن تنتقل إلى غير النوع الذي أوجب لها طبعها الأشراف عليه وتعلقها به قال أبو محمد رضي الله عنه أما الفرقة المرتسمة باسم الإسلام فيكفي من الرد عليهم اجماع جميع أهل الإسلام على تكفيرهم وعلى أن من قال بقولهم فإنه على غير الإسلام وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بغير هذا وبما وبما المسلمون مجمعون عليه من ان الجزاء لا يقع إلا بعد فراق الأجساد للأرواح بالنكر أو التنعم قبل يوم القيامة ثم بالجنة أو النار في موقف الحشر فقط إذا جمعت أجسادها مع أرواحها مع أرواحها التي كانت فيها وأما احتجاجهم بالآيتين فكفى من بطلان قولهم أيضا ما ذكرناه من الإجماع وإن الأمة كلها مجمعون بلا خلاف على أن المراد بهاتين الآيتين غير ما ذكر هؤلاء الملحدون وأن المراد بقوله تعالى في أي صورة ما شاء ركبك أنها الصورة التي رتب الإنسان

91

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست