responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 81


والعبارة والعبادة وغير ذلك ولا سبيل لشيء من الحيوان إلى التصرف في غير الشيء الذي اقتضاه له طبعه ولا إلى مفارقة تلك الكيفية فإن اعترض معترض بقول الله تعالى « علمنا منطق الطير » وبما ذكر الله تعالى من قول النملة « يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم » الآية وقصد الهدهد قيل له وبالله تعالى التوفيق لم ندفع أن يكون للحيوان أصوات عند معاناة ما تقتضيه له الحياة من طلب الغذاء وعند الألم وعند المضاربة وطلب الفساد ودعاء أولادها وما أشبه ذلك فهذا هو الذي علمه الله تعالى سليمان رسوله عليه السلام وهذا الذي يوجد في أكثر الحيوان وليس هذا من تمييز دقائق العلوم والكلام ولا من عمل وجوه الصناعات كلها في شيء وإنما عنى الله تعالى بمنطق الطير أصواتها التي ذكرنا لا تمييز العلوم والتصرف في الصناعات الذي من ادعاء لها أكذبه العيان والله تعالى لا يقول إلا الحق وأما قصة النملة والهدهد فهما معجزتان خاصتان لذلك النمل ولذلك الهدهد وآيتان لسليمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ككلام الذراع وحنين الجذع وتسبيح الطعام لمحمد صلى الله عليه وسلم آيات لنبوته عليه السلام وكذلك حياة عصا موسى عليه السلام آية لرسول الله موسى عليه السلام لأن هذا النطق شامل ولأنواع هذه الأشياء قال أبو محمد رضي الله عنه وقد قاد السخف والضعف والجهل من يقدر في نفسه أنه عالم وهو المعروف بخويز منداد المالكي إلى أن جعل للجمادات تمييزا قال أبو محمد رضي الله عنه ولعل معترضا يعترض بقول الله تعالى « وإن من شيء إلا يسبح بحمده » وبقوله تعالى « ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض » الآية وبقوله تعالى « إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان » الآية وبقوله تعالى حاكيا أنه قال للسموات والأرض « ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين » وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء فهذا كله حق ولا حجة لهم فيه والحمد لله رب العالمين لأن

81

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست