responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 56


ولا هي غيره وإن قالوا الأب هو الابن وهو غيره لم يكن ذلك ببدع من سخافاتهم وخروجهم عن المعقول ولزمهم أن الابن ابن لنفسه وأب لنفسه وأن الأب أب لنفسه وابن لنفسه وليس في الحمق والهوس أكثر من هذا ولا متعلق لهم بشيء مما في الزبور ولا في كتاب شعياء وغيره لأنه ليس في شيء منها أن المراد بما ذكر هنالك هو عيسى بن مريم عليهما السلام وقد قال لوقا في آخر إنجيله أنه كان نبيا مقتدرا عبد الله وهذا كله بين عظيم مناقضتهم وما توفيقنا إلا بالله فإن تعلقوا بما في الإنجيل من ذكر المسيح أنه ابن الله قيل لهم في الإنجيل أيضا أبي وأبيكم الله إلهي وإلهكم وأمرهم إذا دعوا أن يقولوا يا أبانا السماوي فله من ذلك كالذي لهم ولا فرق فإن قالوا أنه أتى بالعجائب قيل لهم والحواريون أيضا عندكم أتوا بالعجائب وموسى قبله والياس وسائر الأنبياء قد أتوا بمثل ما أتى به من أحياء الموتى وغيره فأي فرق بينه وبينهم على أنه ليس في شيء من الإنجيل نص الأمانة التي لا يصح الإيمان عندهم إلا بها من ذكر أب وابن وروح القدس معا وسائر ما فيها وإنما تقليد لأسلافهم من الأساقفة ونعوذ بالله من الخذلان وأمانتهم التي ذكروا أنهم متفقون عليها موجبة أن الابن هو الذي نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار انسانا وقتل وصلب فيقال لهم هذا الابن الذي في أمانتكم أنه نزل من السماء مخلوقا كان أو غير مخلوق بل كان لم يزل فإن قالوا كان مخلوقا فقد تركوا قولهم لا سيما إن قالوا ليس هو غير الأب بل يصير الأب وروح القدس مخلوقين وإن قالوا كان قبل أن ينزل غير مخلوق قيل لهم فقد صار مخلوقا إنسانا وهذا محال وتناقض وأيضا فقد لزم من هذا أن الابن مخلوق وروح القدس مخلوق إذ صار إنسانا ثم يقال لهم أخبرونا عن هذا الابن الذي أخبرتم عنه بما لم تخبروا عن الأب والذي يقعد عن يمين الرب ثم ينزل لفصل القضاء

56

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست