responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 34


الكلام على من قال إن فاعل العالم ومدبره أكثر من واحد قال أبو محمد رضي الله عنه افترق القائلون بأن فاعل العالم أكثر من واحد فرقا ثم ترجع هذه الفرق إلى فرقتين فإحدى الفرقتين تذهب إلى أن العالم غير مدبريه وهم القائلون بتدبير الكواكب السبعة وأزليتها وهم المجوس فإن المتكلمين ذكروا عنهم أنهم يقولون أن الباري عز وجل لما طالت وحدته استوحش فلما استوحش فكر فكرة سوء فتجسمت فاستحالت ظلمة فحدث منها أهرمن وهو إبليس فرام البارئ تعالى أبعاده عن نفسه يستطع فتحرز منه بخلق الخيرات وشرع أهرمن في خلق الشر ولهم في ذلك تخليط كثير قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا أمر لا تعرفه المجوس قولهم الظاهر هو أن الباري تعالى وهو أورمن وإبليس وهو اهرمن وكأم وهو الزمان وجام وهو المكان وهو الخلاء أيضا ونوم وهو الجوهر وهو أيضا الهيولي وهو أيضا الطينة والخميرة خمسة لم تزل وإن أهرمن هو فاعل الشرور وإن أورمن فاعل الخيرات وإن نوم هو المفعول فيه كل ذلك وقد أفردنا في نقض هذه المقالة كتابا جمعناه في نقض كلام محمد بن زكريا الرازي الطبيب في كتابه الموسوم بالعلم الإلهي والمجوس يعظمون الأنوار والنيران والمياه الا انهم يقرون بنبوة زرادشت ولهم شرائع يضيفونها إليه ومنهم المزدقية وهم أصحاب مزدق الموبذ وهم القائلون بالمساواة في المكاسب والنساء والخرمية أصحاب بابك وهم فرقة من فرق المزدقية وهم أيضا سر مذهب الإسماعيلية ومن كان على قول القرامطة وبني عبيد وعنصرهم وقد يضاف إلى جملة من قال إن مدبر العالم أكثر من واحد الصابئون وهم يقولون بقدم الأصليين على ما قدمنا نحن قول المجوس إلا أنهم يقولون بتعظيم الكواكب السبعة والبروج الاثني عشر ويصورونها في هياكلهم ويقربون الذبائح والدخن ولهم صلوات خمس في اليوم والليلة تقرب من صلوات المسلمين ويصومون شهر رمضان ويستقبلون في صلاتهم الكعبة والبيت

34

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست