نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 28
يتشكل في النفس ولا يقوم على صحته برهان أبدا إلا في الأعراض المحمولة في الأجسام وهم لا يقولون أن الخلاء عرض محمول في جسم وكل دعوى لم يقم عليها دليل فهي باطلة مردودة وإن أثبتوا المماسة أو المباينة وجب عليهم ضرورة إثبات النهاية له كما لزم بإثبات المبدأ إذ النهاية منطوية في ذكر المبدأ والمماسة أو المباينة ضرورة لا شك فيه وبالله التوفيق ويسألون أيضا عن هذا الخلاء الذي يذكرون والزمان الذي يثبتون أمحمولان هما أم حاملان أم أحدهما محمول والثاني حامل أم كلاهما لا حامل ولا محمول فأيهما أجابوا فيه فإنه حامل بلا شك في أن محموله غيره إذ لا يكون الشيء حاملا لنفسه فله إذا محمول لم يزل وهو غير الزمان فإن قالوا ذلك كلموا بما قدمنا قبل على أهل الدهر قائلين بأزلية العالم وأيضا فإن كان المكان حاملا فلا يخلو ضرورة من أحد وجهين إما أن يكون حاملا لجرم متمكن فيه وهذا يوجب النهاية نهاية له لوجوب نهاية لوجوب الجرم المتمكن فيه بالدلالة التي قدمنا في إثبات نهايات الأجرام وأما أن يكون حاملا لكيفياته فإن كان حاملا لكيفياته فهو مركب من هيولاه واعراضه وجنسه وفصوله وبالضرورة يعلم كل ذي حس سليم أن كل مركب فهو متناه بالجرم والزمان بالدلائل التي قدمنا ولا سبيل إلى حمل ثالث وأيهما قالوا فيه أنه محمول فإنه يقتضي حاملا وبعكس الدليل الذي ذكرنا آنفا سواء بسواء وأيهما قالوا فيه أنه حامل محمول وجب كل ما ذكرنا فيه أيضا بعكسه وأيهما قالوا فيه لا حامل ولا محمول فلا يخلو من أن يكون باقيا أو يكون بقاء فإن كان باقيا فهو مفتقرا إلى بقاء وهو مدته إذ لا باقي إلا ببقاء وإن كان بقاء فلا بد له من باق وهو من باب الإضافة والمدة هي البقاء إنما هي محمولة وناعتة للباقي بها ضرورة هذا الذي لا يقوم في العقل سواه ولا يقوم برهان إلا عليه ويسألون أيضا عن هذا الزمان الذي يذكرون هل زاد في مدة اتصاله مذ حدث الفلك إلى يومنا هذا أو لم يزد ذلك في أمده فإن قالوا لم يزد ذلك في أمده كانت مكابرة لأنها مدة متصلة بها مضافة إليها وعدد
28
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 28