responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 202


الله تعالى وكل من عرفهم يعرف أنهم أو ضر الأمم بزة وأبردهم طلعة وأغثهم مقاطع وأتمهم خبثا وأكثرهم غشا وأجبنهم نفوسا وأشدهم مهانة وأكذبهم لهدة وأضعفهم همة وأرعنهم شمائل بل حاش لله من هذا الاختبار الفاسد ومثل قوله في هذه السورة أنه تعالى حملهم على منكبيه ومثل قوله أنه قسم الأجناس من بني آدم وجعل قسمة الأجناس على حساب بني إسرائيل وجعلهم سهمه فهذا كذب ظاهر حاش لله منه لأن أولاد بني إسرائيل اثنا عشر فعلى هذا يجب أن يكون أجناس بني آدم اثني عشر وليس الأمر كذلك فإن كان عنى من تناسل من بني إسرائيل فكذب حينئذ أشنع وأبشع لأن عددهم لا يستقر على قدر واحد بل كل يوم يزيدون وينقصون بالولادة والموت هذا ما لا شك فيه فكل هذه براهين واضحة بأنها محرفة مبدلة مكذوبة فإذ هي كذلك فلا يجوز البتة في عقل أحد أن يشهد في تصحيح شريعة ولا في نقل معجزة ولا في إثبات نبوة بنقل مكذوب مفترى موضوع هذا ما لا شك فيه وقد قلنا أو نقول أن نقل اليهود فاسد مدخول لأنه راجع إلى قوم اتبعوا من أخرجهم من الذل والبلاء والسخرة والخدمة في عمل الطوب وذبح أولادهم عند الولادة ومن حال لا يصبر عليها كلب مطلق ولا حمار مسيب إلى العز والراحة والعافية والتملك للأموال وأن يكونوا آمرين مخدومين آمنين على أولادهم وأنفسهم ولا ينكر في مثل هذا الحال أن يشهد المخلص للمخلص بكل ما يريد منه ومع هذا كله فإن إنباءهم لموسى عليه السلام الذي أخرجهم من تلك الحالة إلى هذه الأخرى وطاعتهم له كانت مدخولة ضعيفة مضطربة وقد ذكر في نص توراتهم أنهم إذ عملوا العجل نادوا هذا إله موسى الذي يخلصهم من مصر ومرة أخرى أرادوا قتله وتصايحوا قدم علي أنفسنا قائدا ونرجع إلى مصر ومع هذا كله قولهم أن السحرة عملوا مثل كثير مما عمل موسى وأن كل ذلك بيان ممكن بصناعة معروفة وفي هذا كفاية وهم مقرون بلا خلاف من أحد منهم أنه لم يتتبع

202

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست