responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 200


ولا يمتنع أحد من نسلهم من حفظها وهذا نصها حرفا بحرف اسمعي يا سماوات قولي وتسمع الأرض كلامي يكثر كالمطر وبل كالرذاذ كلامي ويكون كالمطر على العشب وكالرذاذ على الخصب لأني أنادي باسم الرب فيعظمه الرب إلهنا الذي أكمل خليقته واعتدلت أحكامه الله الأمين الذي لا يجور العدل القيوم أذنب لديه غير أوليائه ومحت الأمة العاصية المستحيلة وهذا شكر للرب يا أمة جاهلة قيمة أما هو أبوكم الذي خلقكم ومليكم فتذكروا القديم وفكروا في الأجناس وسلوا آباكم فيعلمونكم وأكابركم فيعرفونكم إذا كان يقسم العلي الأجناس ويميز بين بني آدم جعل قسمة الأجناس على حساب بني إسرائيل فهم الرب أمته ويعقوب قسمته وجده في الأرض المقفرة وفي موضع قبيح غير مسلوك فأطلقه وأقبل به وحفظه كحفظ الشعر للعين وأطارهم كما يستطير العقاب بفراخها وتحوم عليها وتبسط جناحها حفظا لها فأقبل بهم وحملهم على منكبيه وحده كان فالرب وحده كان قائدهم ولم يكن معه إله غيره فجعلهم في أشرف أرضه ليأكلوا خبزها ويصيبوا عسل حجارتها وزيت جنادلها وسمن مواشيها ولبن ضانها وشحوم خرفانها وكباش بني بلسان ولحوم التيوس ولباب البرودم العنب وتعاصوا سمنوا ودبروا وأشعوا ثم تخلوا من الله خالقهم وكفروا بالله مسلمهم فالجوه لعبادتهم الأوثان إلى أن سخط عليهم ولسجودهم للشيطان لا لله ولسجودهم لإلهه بالأجناس كانوا يجهلونها ولم يعدها قبلهم آباؤهم فتحلوا من الله الذي ولدهم فنسوا الرب خالقهم فبصر الرب بهذا وغضب له إذ تخلى بنوه وبناته فقال أخفى وجهي عنهم حتى أعلم آخر أمرهم فإنها أمة كافرة عاصية وقد اسخطوني بعبادة من ليس ألها وأغضبوني بفواحشهم وسأغيرهم على يدي أمة ضعيفة وأخف بهم على يدي أمة جاهلة ويتقدم غضبي نار تحرق إلى الهواء فتأتي على الأرض بمعاتسته وتذهب أصول الجبال فاجمع عليهم بأسى واثقبهم بنبلي وأهلكهم جوعا وأجعلهم طعما للطير وأسلط عليهم أنياب السباع واعصب عليهم الحياة فإن برزوا أهلكتهم رماحا وأن تحصنوا أهلكت الشاب منهم والعذار والطفل

200

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست