responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 14


< فهرس الموضوعات > الكلام عن ايراد البراهين على حدوث العالم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > البرهان الأول < / فهرس الموضوعات > إفساد الاعتراض الخامس قال أبو محمد رضي الله عنه ويقال لمن قال إن ترك الفاعل أن يفعل الأجسام لا يخلو من أن يكون جسما أو عرضا إلى منتهى كلامهم إن هذه قسمة فاسدة بينة العوار وذلك أن الجسم هو الطويل العريض العميق وترك الفعل ليس طويلا ولا عريضا ولا عميقا فترك الفعل من الله تعالى للجسم والعرض ليس جسما والعرض هو المحمول في الجسم وترك فعل الله تعالى للجسم والعرض ليس محمولا فليس عرضا فترك فعل الله تعالى للجسم والعرض ليس هو جسما ولا عرضا وإنما هو عدم والعدم ليس معنى ولا هو شيئا وترك الله تعالى للفعل ليس فعلا البتة بخلاف صفة خلقة لأن الترك من المخلوق للفعل فعل برهان ذلك أن ترك المخلوق للفعل لا يكون إلا بفعل آخر منه ضرورة كتارك الحركة لا يكون إلا بفعل السكون وتارك الأكل لا يكون إلا باستعمال آلات الأكل في مقاربة بعضها بعضا أو في مباعدة بعضها بعضا وبتعويض الهواء وغيره من الشيء المأكول وكتارك القيام لا يكون إلا باشتغاله بفعل آخر من قعود أو غيره فصح أن فعل الباري تعالى بخلاف فعل خلقه وأن تركه للفعل ليس فعلا أصلا فبطل استدلالهم وبالله التوفيق قال أبو محمد رضى الله عنه فإذ قد بطل جميع ما تعلقوا به ولم يبق لهم شغب أصلا بعون الله وتأييده فنحن مبتدئون بتأييده عز وجل في إيراد البراهين الضرورية على إثبات حدوث العالم بعد أن لم يكون وتحقيق أن له محدثا لم يزل لا إله إلا هو برهان أول قال أبو محمد رضي الله عنه فنقول وبالله التوفيق إن كل شخص في العالم وكل عرض في شخص وكل زمان فكل ذلك متناه ذو أول نشاهد ذلك حسا وعيانا لأن تناهي الشخص ظاهر بمساحته بأول جرمه وآخره وأيضا بزمان وجوده وتناهي العرض المحمول ظاهر بين بتناهي الشخص الحامل له وتناهي الزمان موجود باستئناف ما يأتي منه بعد الماضي وفناء كل وقت بعد وجوده واستئناف آخر يأتي بعده إذ كل زمان فنهايته

14

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست