responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 129


ميلا فقط فإن قال قائل إنما عنى الله بهذا الوعد بني إسماعيل عليه السلام قلنا وهذا أيضا خطأ لأن هذا القدر المذكور ها هنا من الأرض أقل من جزء من مائة جزء مما ملك الله عز وجل بني إسماعيل عليه السلام وأين يقع ما بين مصب النيل عند تنيس وبين الفرات ومن آخر الأندلس على ساحل البحر المحيط وبلاد البربر كذلك إلى آخر السند وكابل مما يلي الهند ومن ساحل اليمن إلى ثغور أرمينية وأذربيجان فما بين ذلك والحمد لله رب العالمين فكيف وهذه الدعوى باطلة لأن ذلك الكلام بعضه معطوف على بعض فالموعودون بملك ذلك البلد هم المتوعدون بأنهم يتملكون ويعذبون في البلد الآخر وقد أكرم الله تعالى بني إسماعيل وصانهم عن ذلك فوضح الكذب الفاحش في الأخبار المذكورة وصح أنه ليس من عند الله عز وجل ولا من كلام نبي أصلا بل من تبديل وغد جاهل كالحمار بلادة أو متلاعب بالدين وفاسد المعتقد ونعوذ بالله من الخذلان * ( فصل ) * ومنها أن الله تعالى قال لإبراهيم أنا الله الذي أخرجتك من أتون الكردانيين لأعطيك هذا البلد حورا فقال له إبراهيم يا رب بماذا أعرف إني أرث هذا البلد قال أبو محمد رضي الله عنه حاشى لله أن يقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم لربه هذا الكلام فهذا كلام من لم يثق بخبر الله عز وجل حتى طلب على ذلك برهانا فإن قال قائل جاهل ففي القرآن أنه قال رب كيف تحي الموتى وأن زكريا قال لله تعالى إذ وعده بابن يسمى يحيى رب اجعل لي آية قلنا بين المراجعات المذكورة فرق كما بين المشرق والمغرب أما طلب إبراهيم عليه السلام رؤية إحياء الموتى فإنما طلب ذلك ليطمئن قلبه المنازع له إلى رؤية الكيفية في ذلك فقط بيان ذلك قوله تعالى له « أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي » فوضح أن إبراهيم لم يطلب ذلك برهانا على شك إزالة عن نفسه لكن ليرى الهيئة فقط وأما زكريا عليه السلام فإنما طلب آية تكون له عند الناس لئلا يكذبوه هذا نص كلامه والذي ذكروه عن إبراهيم

129

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست