responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 127


على يوسف ثلاثة أعوام أو أربعة فعاش بعد يوسف ثلاثة وعشرين عاما فقط ولا بد من هذا العدد فالباقي مائة سنة وثلاث وعشرون سنة هذه مدة عذابهم واستخدامهم واستعبادهم على أبعد الأعداد وقد تكون أقل فأين الأربعمائة سنة ولعل وقاح الوجه يقول ما أعد ذلك إلا من دخول يوسف مصر مستعبدا مستخدما معذبا ثم مسجونا فاعلم أنه لا يزيد على المائتي عام وسبعة عشر عاما التي ذكرنا قبل إلا اثنين وعشرين عاما فقط فذلك مائتا عام وتسعة وثلاثون عاما فأين الأربعمائة سنة فظهر الكذب المفضوح الذي لا يدري كيف خفي عليهم جيلا بعد جيل ورأيت لنذل منهم مقلة ظريفة وهي أنه ذكر هذه القصة وقال إنما ينبغي أن تعد هذه الأربعمائة سنة من حين خاطب الله عز وجل إبراهيم بهذا الكلام قال أبو محمد رضي الله عنه وأراد هذا الساقط الخروج من مزبلة فوقع في كنيف عذرة لأنه جاهر بالباطل وتعجل الفضيحة ونسبة الكذب إلى الله تعالى إذ نص ما حكوه عن الله تعالى أنه قال لإبراهيم إن نسلك يستعبد أربعمائة سنة ولم يقل له قط من الآن إلى انقضاء استخدامهم أربعمائة سنة وأيضا فإن نص توراتهم أن الله تعالى إنما قال هذا الكلام لإبراهيم قبل ولادة إسماعيل هذا أيضا فكان إبراهيم حينئذ ابن أقل من ستة وثمانين عاما ثم عاش بعد ذلك أربعة عشر عاما وولد له إسحاق وعاش إسحاق مئة وثمانين سنة ومات إسحاق وليعقوب مائة وعشرون سنة ودخل يعقوب مصر وله مائة وثلاثون سنة كل هذا نصوص توراتهم بلا إختلاف منهم ممات إسحاق قبل دخول يعقوب مصر بعشرة أعوام فمن حين ادعوا أن الله تعالى قال هذا الكلام لإبراهيم إلى دخول يعقوب مصر مائتا عام وأربعة أعوام ومن دخول يعقوب مصر إلى خروج موسى عنها كما ذكرنا مائة عام وسبعة عشر عاما فحصلنا على أربعمائة عام وأربعة وعشرين عاما فلا منجا من الكذب إما بزيادة أو نقصان وحاش لله أن يكذب في حساب بدقيقة فكيف بأعوام والله خالق الحساب ومعلمه عباده ومعاذ الله أن يكذب

127

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست