نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 113
وغيرهم من كلاب الغالية فالجواب وبالله تعالى التوفيق أن أبا عيسى وبنان ويزيعا وسائر من تدعي له الغالية بنبوة أو إلهية من خيار الناس وشرارهم لم تظهر لواحد منهم آية بوجه من الوجوه والآيات لا تصح إلا بنقل الكواف وكل هؤلاء كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخبر الذي جاءت البراهين بصدقه أنه لا نبي بعده فقد صح البرهان بطلان ما ادعى لهؤلاء من النبوة وأما زرادشت فقد قال كثير من المسلمين بنبوته قال أبو محمد رضي الله عنه ليست النبوة بمدفوعة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن صحت عنه معجزة قال الله عز وجل « وإن من أمة إلا خلا فيها نذير » وقال عز وجل ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وقالوا أن الذي ينسب إليه المجوس من الأكذوبات باطل مفترى منهم وبرهان ذلك أن المنانية تنسب إليهم مقالتهم وأقوال هؤلاء كلهم متضادة لا سبيل إلى أن يقول بها قائل واحد صادق ولا كاذب في وقت واحد وكذا المسيح عليه السلام ينسب إليه الملكانية قولهم في التثليث وتنسب إليه النسطورية قولهم أيضا وكذلك اليعقوبية وتنسب إليه المنانية أيضا أو كذلك المزقونية وهذا برهان ظاهر على كذب جميعهم عليهما بلا شك وقد رامت الغالية مثل هذا في القرآن ولكن قد تولى الله حفظه وبالجملة فكل كتاب وشريعة كانا مقصورين على رجال من أهلها وكانا محظورين على من سواهما فالتبديل والتحريف مضمون فيهما وكتاب المجوس وشريعتهم إنما كان طول مدة دولتهم عند المؤبذ وعند ثلاثة وعشرين هربذا لكل هربذ سفر قد أفرد به وحده لا يشاركه فيه غيره من الهرابذة ولا من غيرهم ولا يباح بشيء من ذلك لأحد سواهم ثم دخل فيه الخرم بإحراق الإسكندر لكتابهم أيام غلبته لدار ابن دارا وهم مقرون بلا خلاف منهم أنه ذهب منه مقدار الثلث ذكر ذلك بشير الناسك وغيره من علمائهم وكذلك التوراة إنما كانت طول مدة ملك بني إسرائيل عند الكوهن
113
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 113