نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 102
على غيره ثم لم يفعل فهذا هو الكذب بعينه تعالى الله عنه وفي سفر أشعيا أن الله تعالى سيرتب في آخر الزمان من الفرس خداما لبيته قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا هو النسخ بعينه لأن التوراة موجبه أن لا يخدم في البيت المقدس أحد غير بني لاوي بن يعقوب على حسب مراتبهم في الخدمة فعلى أي وجه أنزلوا هذا القول من أشعيا فهو نسخ لما في التوراة على كل حال وأما في الحقيقة فهو إنذار بالملة الإسلامية التي صار فيها الفرس والعرب وسائر الأجناس في المساجد ببيت المقدس وغيره التي هي بيوت الله تعالى قال أبو محمد رضي الله عنه وأما الطائفة التي أجازت النسخ إلا أنها أخبرت أنه لم يكن فإنه يقال لهم وبالله تعالى التوفيق بأي شيء علمتم صحة نبوة موسى عليه السلام ووجوب طاعته فلا سبيل إلى أن يأتوا بشيء غير إعلامه وبراهينه وإعلامه الظاهرة فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق إذا وجب تصديق موسى والطاعة لأمره لما ظهر من إحالة الطبائع على ما بيناه في باب الكلام في بيان اثبات النبوات فلا فرق بينه وبين من أتى بمعجزات غيرها وبإحالة لطبائع أخر وبضرورة العقل يعلم كل ذي حس أن ما أوجبه لنوع فإنه واجب لأجزائه كلها فإذا كانت إحالة الطبائع موجبة تصديق من ظهرت عليه فوجوب تصديق موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم واجب وجوبا مستويا ولا فرق بين شيء منه بالضرورة ويقال لهم ما الفرق بينكم في تصديقكم بعض من ظهرت عليه المعجزات وتكذيبكم بعضهم وبين من صدق من كذبتم وكذب من صدقتم كالمجوس المصدقين بنبوة زرادشت المكذبين بنبوة موسى وسائر أنبيائكم أو المانوية المصدقة بنبوة عيسى وزرادشت المكذبة بنبوة موسى أو الصابئين المكذبين بنبوة إبراهيم عليه السلام فمن دونه المصدقين بنبوة إدريس وغيره وكل هذه الفرق والملل تقول في موسى عليه السلام وفي سائر أنبيائكم أكثر مما تقولون أنتم في عيسى ومحمد عليها السلام تنطق بذلك تواريخهم وكتبهم وهي موجودة مشهورة وأقرب ذلك السامرية
102
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 102