ثم إن أهل الكوفة خرجوا على المختار لما تكهن واجتمعت السبئية إليه مع عبيد أهل الكوفة لأنه وعدهم أن يعطيهم أموال ساداتهم وقاتل بهم الخارجين عليه فظفر بهم وقتل منهم الكثير وأسر جماعة منهم وكان في الأسراء رجل يقال له سراقة بن مرداس البارقي فقدم إلى المختار وخاف البارقي أن يأمر بقتله فقال للذين أسروه وقدموه إلى المختار ما أنتم أسرتمونا ولا أنتم هزمتمونا بعدتكم وانما هزمنا الملائكة الذين رأيناهم على الخيل البلق فوق عسكركم فأعجب المختار قوله هذا فاطلق عنه فلحق مصعب بن الزبير بالبصرة وكتب منها إلى المختار هذه الأبيات : ألا أبلغ أبا إسحق أنى * رأيت البلق دهما مصمتات أرى عيني ما لم تنظراه * كلانا عالم بالترهات كفرت بوحيكم وجعلت نذرا * على قتالكم حتى الممات وفى هذا الذي ذكرناه بيان سبب كهانة المختار ودعواه الوحي إليه واما سبب قوله بجواز البدء على الله عز وجل فهو أن إبراهيم بن الأشتر لما بلغه أن المختار تكهن وادعى نزول الوحي إليه قعد عن نصرته واستولى لنفسه على بلاد الجزيرة وعلم مصعب ابن الزبير ان إبراهيم بن الأشتر لا ينصر المختار فطمع عند ذلك في قهر المختار ولحق به عبيد الله بن الحر الجعفي ومحمد بن الأشعث الكندي وأكثر سادات الكوفة غيظا منهم على المختار لاستيلائه على أموالهم وعبيدهم وأطمعوا مصعبا في أخذ الكوفة قهرا فخرج مصعب من البصرة في سبعة آلاف رجل من عنده سوى من انضم إليه من سادات الكوفة وجعل على