بسم الله الرحمن الرحيم تقديم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا ، أحمده وأستعينه وأستهديه وأستغفره ، وأسأله في ضراعة وذلة وعبودية مغفرة لذنوبنا ، وسترا لعيوبنا ، ومحوا لخطايانا ، وقبولا لأعمالنا ، وإخلاصا في محبته عز وجل والتقرب منه . وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تنجي قائلها من هول الموقف وسوء المنقلب ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وحبيبه ، أرسله الله بالنور ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون . أما بعد فقد قال الحاكم في المستدرك ( 1 / 128 ) : أخبرنا أبو العباس ، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن الأزهر بن عبد الله ، عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني فروخ ، فأرسل إليه معاوية فقال : أمرت بهذه القصص ؟ قال : لا ، قال : فما حملك على أن تقص بغير إذن ؟ قال : ننشئ علما علمناه الله عز وجل ، فقال معاوية : لو كنت تقدمت إليك لقطعت منك طائفة ، ثم قام حين صلى الظهر بمكة فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين ، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ، ويخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله »