responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 113


وصفنا الله تعالى بالغضب فليس المراد هو ذلك المبدأ أعني غليان دم القلب وشهوة الانتقام بل المراد تلك النهاية وهي إنزال العقاب فهذا هو القانون والثاني ان الذي لا يجوز على الله من جنس هذه الأوصاف فهل يجوز ذكرها على سبيل النفي عن الله تعالى قال بعضهم إنه لا يجوز إطلاق هذه الألفاظ على طريقة النفي بل يجب أن يقال إنه تعالى لا يوصف فإما أن يقال إنه لا يستحي ويطلق ذلك فمحال لأنه يوهم نفي ما يجوز عليه وما ذكره الله تعالى في كتابه من قوله : * ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) * * ( لم يلد ولم يولد ) * فهو ان كان في صورة النفي لكنه ليس في الحقيقة بل المراد منه نفي صحة الاتصاف وكذا قوله : * ( ما كان لله أن يتخذ من ولد ) * وقوله : * ( ما اتخذ الله من ولد ) * وقوله : * ( وهو يطعم ولا يطعم ) * وليس كل ما ورد في القرآن إطلاقه جاز أن يطلق في المخاطبات بل الحق أنه لا يحوز إطلاق ذلك إلا مع بيان أنه محال ممتنع في حق الله تعالى وقال آخرون لا باس بإطلاق هذا النفي لان هذه الصفات منتفية عن الله تعالى فكان الأخبار عن عدمها صدقا فوجب أن يجوز ذلك النفي وقد يقال إن الإخبار عن انتفائها يقتضي صحة إطلاقها عليه إلا أنا نقول هذه الدلالة ممنوعة فان الإخبار عن عدم الشئ لا دلالة فيه على أن ذلك الشئ جائز عليه أو ممتنع بل لو قرن باللفظ ما يدل على انتفاء الصحة أيضا كان ذلك أحسن من حيث أنه يكون مبالغة في البيان في إزالة الإيهام وليس يلزم من كون غيره أحسن منه كونه في نفسه قبيحا والله اعلم .
الفصل التاسع والعشرون فيما يتمسكون به في إثبات الجهة لله تعالى تمسكوا في ذلك القرآن والأخبار أما القرآن فمن عشرة أوجه الأول التمسك بالآيات الست الواردة بلفظ الاستواء على العرش الثاني التمسك بالآيات المشتملة على لفظ الفوق وقد قال تعالى : * ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ) * وقال وهو القاهر فوق عباده ويرسل

113

نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست