responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 112


هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم « عجب ربكم من شاب ليس له صبوة » وفي حديث آخر « عجب ربكم من ثلاثة القوم إذا اصطفوا في الصلاة والقوم إذا صلوا في قتال المشركين ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل وقرأ : * ( بل عجبت ويسخرون ) * بضم التاء وذلك يدل على ثبوت هذا المعنى في حق الله تعالى واعلم أن التأويل هو أن التعجب حالة تحصل عند استعظام الأمر فإذا عظم الله تعالى فعلا اما في كثرة ثوابه أو في كثرة عقابه جاز إطلاق لفظ التعجب عليه وبالله التوفيق .
الفصل الثامن والعشرون في الحياء قال الله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما وروى سلمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « أن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يردهما صفرا حتى يضع فيهما خيرا » واعلم أن الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان في خوف ما يعاتب ويذم به واشتقاقه من الحياة يقال حيي الرجل كما يقال نسي الرجل وخشي وسطي القوس إذا أغفلت هذه الأعضاء جعل الحي لما يقر به الانكسار والتغير متنكس القوة منتقص الحياة ولهذا يقال فلان هلك حياء من كذا ورأيت الهلال في وجهه من شدة الحياء وذاب حياء إذا ثبت هذا فنقول لا بد من تأويله وفيه وجهان الأول وهو أن القانون الكلي في أمثال هذه الصفات أن كل صفة تثبت للعبد مما يختص بالأجسام فإذا وصف الله تعالى بذلك فهو محمول على نهايات الأعراض لا على بدايات الأعراض مثاله ان الحياء حالة تحصل للإنسان ولها مبدأ ونهاية أما البداية فيها فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن ينسب إلى القبيح وأما النهاية فهي أن يترك الإنسان ذلك الفعل فإذا ورد الحياء في حق الله تعالى فليس المراد منه ذلك الجواب الذي هو مبدأ الحياء وتقدمته بل المراد هو ترك الفعل الذي هو منتهاه وغايته وكذلك الغضب له مبدأ وهو غليان دم القلب وشهوة الانتقام وله غاية وهو إيصال العقاب إلى المغضوب عليه فإذا

112

نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست