نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 85
والمنذر بن الجارود . . سلام الله عليكم . . أما بعد ، فإني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق ، وإماتة البدعة والباطل ، فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد ) . إن رسالة ( الحسين ) إلى أهل البصرة ، ترينا كيف كان يعرف مسئوليته ويمضي معها . . فأهل البصرة لم يكتبوا إليه ولم يدعوه إلى بلدهم كما فعل أهل الكوفة . . ومع هذا فهو يكتب إليهم ويعدهم للمجابهة المحتومة - ذلك أنه قرر أن ينهض بتبعات دينه وأمته ، كان قراره هذا آتيا من أعماق روحه وضميره ، وليس من حركة أهل الكوفة ودعوتهم إياه . . لم يكد مبعوثه ( سليمان ) يصل البصرة ، ويسلم رسالته لزعمائها ، حتى سارع أحدهم وهو المنذر بن الجارود إلى ابن زياد حيث أفشى له سرها وأطلعه عليها . . . وألقى ابن زياد القبض على ( رسول الحسين ) وفي وحشية تليق به ، قام بقتله وصلبه . . ثم تهيأ للسفر إلى الكوفة ، ليباشر مهمته المجرمة هناك . ! ! وقبل رحيله ، دعا أهل البصرة إلى اجتماع عام خطبهم فيه فقال : ( يا أهل البصرة . . إن أمير المؤمنين يزيد ! ! قد ولاني مع البصرة والكوفة ، وإني سائر إليها . وقد خلفت عليكم أخي عثمان بن زياد . . فإياكم والخلاف والإرجاف . . فوالله لئن بلغني عن أحد أنه خالف أو أرجف ، فلأقتلنه ووليه ، ولآخذن الأدنى بالأقصى . . والبرئ بالمذنب ، حتى تستقيموا - أنا ابن زياد . . وقد أعذر من أنذر ) . . ! ! هكذا تحدث إلى الناس بالبصرة حديث الطاغية . . على أن التجربة تعلمنا أنه ليس هناك أجبن من الطغاة . . وأن ما يتظاهرون به من بأس شرس وشجاعة زائفة ، إنما يستمدونها مما يمسكون بأيديهم من سلطان . . ! !
85
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 85